السيد فرج الشقوير - أغنية للمامبو..

بشِعٌ أنا مثل الحقيقة
مرٌ كأبياتِ الهجاء
رغم أنّ النهرَ لا يحملُ غلاً...
مثله مثل الرّياح..
إذا تُحدِّثُ بالنَّماءِ لَرُبّما.....
احتَدَّ الكلام فخانَهَا بعضُ الكلام...
فصرصرت ودْقاً بلا قصدٍ....
وهيَ التي إنْ عادَت الوردَ... فنيّتُها الّلقاح
بشعٌ أنا.... نيلُ مِزاجيّ الطباع
بتِلّةً ترمُونها في كلّ عامٍ تخطبون مودّتي..
فتكدسون أمواتاً بلا ذنب بأحشائي..
وأنا الحصورُ.. وسيدٌ لا أشتهي قرب النّساء
حتى أهرول نحو عيدان القصب
وأنا الذي لا أذنَ لي...
وأنامُ كالشعراء مغشياً عليّ....
حين ترهقني القصيدة
أصحو كمبعوثٍ من الأجداثِ تواً...
ويدايَ في كلّ اتجاه..
قدمايَ في كلّ اتجاه
أركلُ الصفصاف في مقلتهِ اليمنى فيُمسي أحولاً..
يتكفّف الطير المهاجرة البيوضَ
وأشدُّ شعر الشيء.. واللّاشيء ..
أركمها جميعاً دون قصدٍ في عراءِ الوحل
مهنتي الزحفٌ المقدس..
لأطارد العطش المربع رجله اليسرى بأحشاء النجيل..
ورجله اليمنى بحلقوم البلاليص الوليدة
و حين جئت ملبياً عطش النخيل
ما كنتُ أحسَب أنني سأطالُ حتى ركبتيْه
لكنكم علّمتوهُ صلاة عبدٍ خانع
فاعتاد ركعته الطويلة..
علمتوه ضآلة البونزاي فاعتاد السجود..
فقد التّوجه حيث شاء
فطال زحفي منخريه... ومات منخنقاً..
حين رمتُ له الحياة
أيها السودان يا أنقى سريرة
مهنتي تقبيل أقدام النخيل
تطلّعاتي أفقيّة...
منذ أنْ رسم الغرين خرائط السّدرِ..
و جغرافيا الأبقار الوحشيّة
السُّقيا ضميري..
هديري سمع اللّه لمن حمدَه
فارفع رأسك يا النخيل بربنا ولك الحمد
وسلّم واقفاً كالمنصرفين من صلاة الجنائز
...........
السيد فرج الشقوير




L’image contient peut-être : ‎2 personnes, ‎bébé, ‎texte qui dit ’‎صوره من سيول السودان‎’‎‎‎

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى