ماجد سليمان - جَـلَّادُ الهَوَى

مَنْ لي بِصَبرٍ مِنْ جُذُورِ زَمَاني
فَالعِشقُ مُهْرٌ جَامِحٌ أَشْقَاني

أَينَ الأحِبةُ قَدْ تَفَرَّقَ جَمْعُهُمْ
أَطيَافُهُمْ قَدْ أَغْمَضَتْ أَجفَاني

غَابُوا فَلا ذِكرَى لَهُمْ أَسلُو بِهَا
تُبري جُرُوحَ القَلبِ مِنْ أَحزَاني

مَالي تَحُطُّ عَلَى رَسَائِلهمْ يَدي
إَني أَفيضُ مِنْ الهَوَى وَأُعَاني

القَلْبُ لَوْ يشفيهِ ذِكْرُ أحِبَتي
مَا عِشْتُ أَنْدُبُ غُربتي وَزَمَاني

يَا صَاحبَيَّ لَقَدْ تَبَعثَرَ خَاطري
فَالحُبُ مِنْ نَار البِعَادِ كَوَاني

أَطيافهُمُ أَحْيَا بِهَا مُتَصَبِّرَاً
في غُربَةِ الخِلَّانِ وَالأوْطَانِ

نَشَرَوا لي الأكْفَانَ حين صَدَقْتُهُم
وَأَتَوا بِلَحْدي وَالسُنونُ فوَاني

زَخَرُوا بِعطرٍ قَدْ أَذَابَ جَوَارحي
ضِدَّانِ كَيفَ الضِدُّ يَتَّفِقَانِ

فَوَدِدْتُ لَوْ أَني مَلِيكُ غِوَايَتي
فَبِهَا أَذُوْدُ عَن الهَوَى الفَتَّانِ

مَنْ للعُيون المُغرَمَاتِ وَدمْعِهَا ؟
إِنْ هَبَّ حُزني وَانحَنَى وجْدَاني

مَنْ لليَالِ الحُمْرِ في كَنَف الدُجَى
إِنْ طَاشَ غَيضُ الصْبر وَاستَفْتَاني

عِفْتُ الدِيَارَ فَلَسْتُ إلا هَائِمَاً
في البِيدِ تَحْدُو رغبَتي أَشجَاني

عِفتُ القَوافيَ ما اشتهيت قصائدي
مَا الِحبرُ إلا صَاحِبٌ أَبكَاني

مَا كُنتُ أعرِفُ مَا المَحَبَةُ عِندَمَا
ضَاقَتْ بي الأرجَاءُ مِنْ حِرمَاني

مَا العِشْقُ إلا رَغْبَةٌ مَغمورَةٌ
يَا لَيتَهُ للوَصْلِ قَدْ أَبقَاني

لِلْحُبِّ أَغْصَانٌ تَفَرّع عُودُها
وَمَوَاسِمٌ قَدْ قَلَّبتْ كُثْبَاني

مَالي إِذَا هَتَفَ الغَرَامُ أَتَيْتُهُ
رُغْمَاً عَنْ الآلامِ وَالأشجَانِ

آهٍ عَلَى اللُقيا أَكَلَّتْ نَاظِريْ
يَا كَمْ عَطِشْتُ لِوَصْلِ مَنْ أَبْلاني

وَقَصيدتي، لا لن يعود أحبّتي
غابوا وَجَـلَّادُ الهَوَى أَدماني.

2007م

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ماجد سليمان، أديب سعودي،
صدر له حتى الآن أكثر من 19عملاً أدبياً
تنوَّعت بين الشعر والرواية والمسرحية والقصة وأدب الطفل.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى