حمادي تقوى - حانةُ الكلبيين الجدد.. شعر

أيقنتُ أنْ لا شفاء لي:
مُذْ صار كل وداعٍ قيامةً تُنجَز مساءَ الأحد، آنَ أسلمْتُ يُتمي لرصيف البَارِ حيث فاجأني تفاح التجلي. إنها يدي تلك التي جُنّتْ ولست أنا. يدي التي سقطت من جراب حطاب عاد للتو من سفره صوب شجرة الحمى.
كنتُ استدرجتُ أنثى الشفاء إلى كهفٍ مضاءٍ ببرقِ يأسيِ المزمنِ. أغويتُها بقرْن وعلٍ، بريشة الجدة العنقاء، بقمر هائج نسجد له كي نظفر من الشمس بِلَيْلِ الليل. أوهمتُها أن البحر أكُورْديُونُ اللهِ وأنني عضو في جوقة الملائكة. وعدتُها بالرهائن من غيماتٍ وبالتابوت الذهبي لجدي البحار، ذاك الذي تَاهَ فاستهدى بالشامات.
"دُونَكَ السياحة في أرخبيلك السري، إن عزمتَ على الشفاء"، تقول أنثى زرقاء أوْلَمَها نبيٌ كتبَ الإلهيات.
وحده خرير الغُدْران المنسية يُهيج فهدا من نحاس، يهجع في غرفتي المعتمة. لا سورةُ التكوير، ولا كتبٌ كنتُ اختلستُها من زيارتي الأخيرة لبيت صديقي المنجم شبيهِ الصقر.
وحده يأسُ اليأس من دود جثتي كفيلٌ بشفائي من صراخ القوافل في رئتي. أَكُلّما عَرْبدَ فهرستُ مَوْتَايَ شهقتُ بنهر الدم في كوكبٍ مجاورٍ؟ أَجنونٌ أنْ أَنبَحَ بدل أن أَكتب خطبةً لأتباعي اللامرئيين؟
هذا عرسُ يأسي.
لي أن أطرد منه شعراء "اللازود" و"الرخام"، أن أُشْهر في وجوهم مخطوطةَ انتمائي لحانة الكلبيين الجدد.
لا شفاء لي:
ولي أن أستدل بالصُّوَى المنصوبةِ حذوَ النهر كحياتِ الفضة، كي أبلغ كوخي الأزرق.
هناكَ قربَ شجرة الحُمَّى.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى