هند زيتوني - حلم المسافات البعيد

كم تفاحةً عليّ أن أقضمَ
لأتحوَّلَ إلى امرأةٍ ناضجة؟
تصلحُ لكلِّ المواسم ؟

كم من التُّوتِ يلزمُني لأصبغَ شفاهي
كي تذوبَ عليها قبلتُكَ كما تشتهي .!
أنتَ طويتَ الشوارعَ الطويلةَ لأجلي
وحوَّلتَ الرَّبيعَ إلى أغانٍ
لأغرقَ في رحيقِ البنفسج
منحتَني تفاصيلَ وجهِكَ
لأنحتَ مدينةً تناسبُني في أيام الحزن
وأنا مازلتُ أقرؤكَ سرَّاً وأكتبُكَ جهراً
أنتَ...
تعرفُ جيداً كيف تتجوَّلُ في مدني الغريبة
دون أن تتوقف
حتى لوفاجأكَ مطرُ الخرافاتِ العتيقة
أو نسيتَ مفاتيحَ الكلامِ تحت وسادتِك
أدعوكَ لتختبئَ في عينيّ الواسعتين
وتتحدَّثَ إليّ بأصابعِكَ فقط
الصَّمتُ غرفتُنا الدَّافئة
والحبُّ مصباحنا الذي لا ينطفئ
وأنتَ ...الطريقُ الأخيرُ
الذي أمشي به بلا خوفٍ أو إشارةِ مرور .
أنفاسُك تسقي أزهارَ روحي الصغيرةَ فتبتسم
تفكُّ أزرارَ قلبي وترتّب نبضهُ كما يحلو لك.
تضعُ العاصفةَ في جيبك الخلفي وتطيرُ بي إلى
السِّماءِ السابعةِ لنغرق معاً في غيمةِ فرحٍ ورديَّة
في الماضي...
كنتَ طفلي الصغير
أقلِّمُ أظافرَ شغبِك
كي لاتخدشَ مرآتيَ البيضاء
أعمِّدُك بماءِ حبي ، لتصبحَ قدِّيساً
تدخلُ من بوابةِ العشقِ
وتخرجُ وقد تحوَّلتَ إلى طائرٍ
لا يؤمنُ إلا برفيفِ الأجنحة .
كم أتمنَّى أن أطويَكَ كورقة
وأسافرَ معك
لأعيشَ حلمَ المسافاتِ البعيد .

هند زيتوني .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى