عبد الحميد الصائح - خراف كارتر ودجاج ترامب

بين مراسم توقيع السادات أول خائن في تاريخ الصراع العربي الصهيوني ، الخيانة التي شجعت صغار الدجاج على اللجوء الى قنان الأعداء حفاظا على حياتها، بين تلك المراسم وهذه فرق كبير جدا ، فرق بين فخامة حفلة الرئيس كارتر لعقد قران بين رئيس مصر العظيمة ، الدولة الجبارة التي يعرف قيمتها جميع شعوب العالم الا الشعب العربي الذي يعاملها بمستوى أصغر مشيخة أو دويلة ويتجرأ عليها وعلى شعبها.
حين صافح مناحيم بيغن يد خائن مصر والعرب ، كانت يده ترتجف ولم يكن يصدق ، أن رئيس دولة عربية يوقع بناء على الوعود وليس على الضمانات ، وكأنّ كارتر قد قدم خرافا سمينة لضيوف تلك الحفلة على شاشات العالم في ليلة لن تنسى ، أما اليوم فترامب تاجر المواخير الذي سبق وأن تعرّف على ملوك العرب في فنادقه وصالات القمار التي يملكها قبل أنْ قبل أن يدخل السباق السياسي ويصبح سيداً على الناس أجمعين ، فهو يقدّم اليوم الدجاج في وليمة يصور للعالم ولناخبيه أنها وليمة كبرى من أجل المستقبل.
ماحصل اليوم ليس جديدا بل هو نتيجة طبيعية لانحطاط العرب الذين وُظفت قوميتهم ودينهم ونفطهم ويسارهم ويمينهم من قبل اعدائهم الذين حكموهم مئات السنين، وبقيت أمة لم تنتصر يوما في تاريخها الا على الورق وبين افواه الشعراء المبالغين الذين ينفخون الحاكم الفاسد ويباركون له قتل اخيه ، وكالعادة ، اليوم يوقع بقايا ابناء هذه الامة الجبانة على الايمان بالوهم ، الوهم الديني الذي لم يتحقق على الارض الا من قبل بعض السياسيين الشياطين الاذكياء .
لايحق لاي شخص أو أي كائن يولد اليوم ويموت غداً أن يتصرف بحقائق الوجود الكبرى ، ومنها ـ ففلسطين للفلسطينيين سواء كانوا كفرة أو مؤمنين، وما من حرج على الراجفين الخائفين على بيوتهم وسلطاتهم القلقة وحيامن خصيانهم التي ستواصل من بعدهم حكم أمة العروبة والفحولة والروايات المضللة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى