هند زيتوني - بوابة المطلق

أفتَحُ بابَ الحياة على مصراعيه
ولا أستطيعُ أن أخرِجَ قدمي
العالقةَ في بحيرةِ القلق
فمي .. قلعةٌ صغيرة
مؤصدةٌ بسكاكينِ الخوف .
نهرٍُ الطينِ الذي خُلقنا منه ،
جفّ تماماً من مائهِ اللَّزج
كان علينا أن نستنسخَ الوحوشَ بملل .
أَفتَحُ النافذةَ لأقرأَ الشَّارعَ المجاور
فأجدُ المشعوذينَ قد فتحوا رؤوسَهم
لتخرجَ الأفاعي الجائعةُ
وتختبئُ في جيوبِ البسطاء.
الرَّأسُ الكبيرُ يحكمُ النساء اللواتي
ينتظرنَ رائحةَ الرجالِ العالقةَ بالهواء
ويحلمنَ بليلةِ الزِّفافِ المؤلمة .
أفتحُ بابَ الفراغ
فأجدُ رجالاً يغتصبونَ عيونَ الأرض
فضُّوا بكارةَ التُّرابِ
ولا أثرَ لنقطةِ دمٍ واحدة
هل كان الموتُ صندوقاً كبيراً من الصّدى ؟
أم جرساً معطَّلاً بلا قيامة؟
أفتحُ بابَ الموتِ فأجدُ اللهَ واقفاً
فارداً ذراعيه ليتلقَّفَ من بقيَ من المعذَّبين
ويقول هل من مزيد ؟
هذه الشَّمسُ شاهدٌ ساطعٌ
يسجِّلُ كلَّ التَّفاصيل
يودعُ كلَّ جيوشِ السِّراب ...
ويطوي
دفترَ الكونِ الكبير .
من كان يحكمُ بوابةَ المطلَق ؟
والحقيقةُ التي لم يدركْها أحد ؟
أفتحُ بابَ البيتِ فلا أجدُني
كلُّ مافي الأمرِ
أنني كنتُ هناك ...!
وفجاةً....
أصبحتُ إشارةَ استفهامٍ كبيرةً
أقفزُ بلا جهةٍ محدَّدة
تائهةً على رصيفِ الذكريات .

هند زيتوني
San Diego .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى