أشرف قاسم - رسالة إلى الملكة

يأيتها الملكة
أفكاري – الليلة – مرتبكة
بل
منذ سنين مشتبكة
وأحس بأني مقتاد نحو الهلكة
☆☆☆☆
أجلس في المقهى كل مساءْ
أتأمل كل وجوه القومْ
أتفرس كل ملامحهمْ
أبحث فيها عن
شيء .. بل أشياء
عن بسمهْ
عن نظرة حُبْ
عن بعض الدفء
لكنى أضحك كالمخبول
إذا ما عيني أبصرت
النرد المتناقل بين أياديهم
ما أشقى أن يغدو مأوى الإنسانْ
سجن الإنسانْ!
☆☆☆☆
يأيتها الملكةْ
يا قصراً يفتح لي بابيه بلا حُجَّابْ
ما بالى أشعر
أن العالم سجن معدوم الأبوابْ
وأنا حيران
"بين اليوتوبيا
والكاب"!
☆☆☆☆
حين يقارب
ليل الليلة أن ينتصف
أعود وحيداً
مثل مجيئي كل مساءْ
أبحث في جيبي
عن آخر ما استبقته الريح من التبغ
أشعل عود ثقابْ
ألمح في الضوء الأشباح
أخافْ
- يا لطف الألطافْ
تسرى الرعشة
في أوصالي
أطفئه
أمضى كالمجنون
إلى البيت
ولكن
ما زلت أخافْ!
☆☆☆☆
يأيتها الملكةْ
يا من في نشر العدل
وزرع زهور الأمن
ومحو ظلام العالم منهمكةْ
كسروا الميزان
وحرقوا كل حقولك
والعالم يسبح في حلكةْ
ما زلنا ننتظر الدرويش
القابع في صومعة الرجس
ليحقننا هرمون البركةْ
ويبيع لكل الموهومين
المشلولين
المبهورين بلحيته
"جينات الحركةْ"!
☆☆☆☆
يأيتها الملكة!
تسألني الحجرة – حين أعود حزيناً -:
- كيف الحالْ؟
يتقافز حولي – لحظتها – مليون سؤالْ
- في أيِّ زمان أنت تعيشْ؟
من أي بلاد الله تجيء بذور الاطمئنانْ؟
- ما مشفى هذا الحزن
وآخر هذا الظلم
وهذا الاستهجانْ؟
- ما الروعة فينا
إن متنا من داء الخوف من السلطانْ؟
- ما المانع إن قلنا: كلا؟
كلا ..
لو حتى يسكنها موت الإنسانْ؟
☆☆☆☆
يأيتها الملكة
إنْ تهربْ من طعم سمكةْ
تصطدْ آلافَ الأسماك
- في الليل – الشبكةْ
يأيتها الملكة
لن يفتح باب الله لنا
مادمنا لا نحسن شيئا
غير السيرك
ورقص الدبكةْ
هذى مولاتي قصتنا
والحكم إليك على الديكة!!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى