صالح الرزوق - التفكير الاجتماعي لعلي الوردي

. في كتابه (علي الوردي عدو السلاطين ووعاظهم) الصادر عن دار ضفاف في بغداد يسلط الدكتور حسين سرمك حسن الأضواء على الطبيعة الثورية لرائد الفكر الاجتماعي في العراق. غير أنه لا يعزو له عاطفة سياسية معينة. فهو مختلف عن الراديكاليين الذين سبقوه في مصر أو لبنان. كانت هوية الوردي بلا انتماء واضح. بمعنى أنه لا يمثل مصالح طبقة متميزة معروفة. وهذا قاده لللاختلاف مع اليمين واليسار على حد سواء.
لقد اختلف مع طه حسين في ثورته على الشعر الجاهلي والتشكيك به*. وعارضه في موضوع شخصية ابن سبأ، ولم يجد أنه شخصية خيالية و لكنه الصحابي المعروف عمار بن ياسر(ص42). وكذلك اختلف مع الإكليروس ونظر لشخصية النبي على أنها ليست تجسيدا لاهوتيا ولكنها ظاهرة اجتماعية. بمعنى أنه نبي إنسان وليس إلها تجسد بصورة قديس (ص50).
لا يخلو الكتاب من قراءة عمودية لمؤلفات الوردي ولا سيما في مجال المفاهيم الجديدة ومنها الباراسيكولوجي واستعمال اللاشعور لقراءة علم نفس الأعماق. غير أن أهم نقطة برأيي هي تحليله لمشكلة ازدواجية الشخصية العراقية وعدم وضوحها (ص13).
فقد سبق للمفكر حسن العلوي الوقوف عند جاهزية العراقيين بطبعهم للاضطراب والفوضى كما قال في كتابه (عمر والتشيع) وكأن هذه الصفة معيار متكرر وأبدي وجزء من الهوية.
لم يوضح لا العلوي ولا الوردي ما هو السبب، هل المذنب هو العراق (المكان والأرض) أم أنه الشعب (الذي نفهم أنه توارث المشكلة بالولادة).
لقد خص الدكتور سرمك هذا الجانب بعدة صفحات مطولة أشاد فيها بمنهجية الوردي وكشف النقاب عن مراجعه لا سيما في توليد المصطلحات وتعريبها، كالتراثية بمعنى الثقافة، والتركيب الاجتماعي بمعنى ثقافة المجتمع، والخارقية كبديل عن النشاط النفسي والتناشز عوضا عن الفجوة (ص365) والغربال اللاشعوري ليدل على الإطار الفكري (ص71). غير أنه لم ينوه بالارتباكات القليلة والخلل الذي قد يتلازم مع تعميم الأفكار. وبالأخص لو أن الإسقاطات مخصصة.
فالشخصية العراقية ليست هوية مستقرة، وعمرها لا يزيد على مائة عام، والعراق كيان صنعته اتفاقيات غير عراقية، إنه غنيمة حرب ومن نتائج اقتسام النفوذ في العالم الثالث.
لقد اتكل الوردي على نشوء الفرق لتفسير الطفرات السياسية التي تعصف بالعراق واعتبر أنها التي صنعت تاريخا خاصا به. وهذا لم ينكره الباحث (ص32 ) بل توسع فيه انطلاقا من كتاب (وعاظ السلاطين) الذي صدر في وقت مبكر من عام 1954 قبل تأسيس أول جمهورية، ولكن هذه الفرق لم تستمر في مهدها لأكثر من 10 أعوام ثم تخلصت منها النخبة الحاكمة بالإكراه والترغيب. وقد جرى تهجير منظم لبعض الطوائف على شاكلة ما يحصل الآن لتبديل الواقع الديمغرافي. والأحزاب السرية الأكثر فتكا هربت من مركز الدولة إلى الأطراف، واستوطنت في الثغور لتحويل العمل الحزبي إلى جهاد. ولذلك إن تجمعات الطائفة العلوية تتركز في الساحل بينما أوكار الخوارج ولا سيما الحركات الباطنية استقرت في شمال إفريقيا (كما يرى الدكتور هشام جعيط في كتابه الفتنة).
وإذا ذهبنا مع الوردي أن قيم الإسلام تختلف عن الطبيعة البدوية (ص32)، لماذا لا تكون الشخصية العراقية مختلفة عن نفسها. فللنزوح إيديولوجيا وللاغتراب أيضا إيديولوجيا. وجيل المأساة لا يتشابه مع جيل الفتوحات.
لقد كان الإمام علي (كما قال) فاشلا في السياسة لكنه بمنزلة نبي استشهد في سبيل دعوته ص53. وأبناء هذا الجيل لادينيون لكنهم طائفيون (ص57)وهذا جزء من ديالكتيك هيغل المثالي الذي وقف ضده الوردي ومن خلفه سرمك حسن (ص53). فالوجود عند هيغل مركب من السكون والحركة.
ثم إن الوردي أشار لدور الضغط النفسي والظروف الاجتماعية في سلوك الأفراد، وكان دقيقا لدرجة أنه ميز بين الدين والفضيلة (ص40). وتكوين النفس البشرية قائم على أساس التفاعل بين النوازع (يعني الخير والشر) ص40.
إن بداية الحياة السياسية في العراق الإسلامي كانت مخصصة لمناقشة ركائز الإسلام وفرزها على أساس معايير اجتماعية، ولذلك كانت مشابهة للعمل الدعوي في الحجاز، إنها بحجم بعثة أو نبوة ثانية. ولكن الحياة السياسية في العصر الحديث كانت نضالية. لها هدف سياسي بعيد عن اللاهوت، وللتوضيح كان العراق في القرن السادس مكانا لتصحيح الدعوة وإدخال إصلاحات على الرسالة، بينما في نهايات التاسع عشر كان له نشاط انقلابي للانفصال عن العثمانيين مع أنهم مركز الخلافة.
من المؤكدأن الدراسة المادية لشخصية العراقي هي نتاج مرحلة الحرب العالمية الثانية وما بعد، وكل ما يقال عن اختلاف بنيتهم النفسية مسألة تحتاج لإعادة نظر. فتاريخ الصراع على السلطة محتدم في هذه المنطقة، والصدام بين الشرق والغرب أودى باستقرار هوية الشرق الأوسط بكل مكوناته، عربية وغير عربية، وينسحب ذلك على الدين.
وهنا لا بد من توضيح.
إن الظروف الدامية للفتوحات والفتوحات المعاكسة تنحصر في إشكالية الإسلام مع اليهودية، وكلاهما بلا شك دين توحيد سياسي. بمعنى أن السياسة هي المحرك. والنزاع بين الطوائف كان بأساسه على الحكم، أصلا لم تكن توجد طوائف قبل تلك النزاعات.إن كل جبهات الشرق الأوسط ساخنة، والعقل الاجتماعي غير واضح المعالم ويعاني من انهيارات وضعف في العناصر الثابتة، وهذا الضعف من شكلين:
نتيجة التطور الموضوعي بين المراحل التاريخية.
ونتيجة الخلافات الاجتماعية على شكل السلطة.
حتى أن نقطة الاتفاق الوحيدة وهي العداء لإسرائيل تحولت إلى ذريعة للتخوين ولأداة تشكيك خلال الصراعات البينية.
إن هذه الازدواجية تدل على عمق الخراب النفسي في السياسة والإدارة وليس على طبيعة أو أخلاق ثابتة عند العراقيين أو سواهم.
ويتوقف الدكتور سرمك أيضا عند مقاربة الوردي لما يسميه الازدواجية في الفكر الديني وتاريخ الإسلام.
والواقع أن عقلنا الديني هو نتيجة تفكير أسطوري له ترجمة واقعية، لقد وظف المسلمون الأسطورة والخيال في بناء الدولة، ولذلك لا أستغرب أن يكون عقل المسلم مركبا، ومجازيا.
إن تجريم الشعراء في الإسلام (ص48) لم يضع حدا للحياة المجازية، وإنما عمل على ترجمتها، لقد حولها من إنشاد كهنوتي إلى نوع من السرد، والاهتمام بالسيرة ورواية الأحاديث ينسجم تمام الانسجام مع الوحدات السردية كبنية في الفكر الاسلامي.
وإذا كانت الحضارات المادية التي استبدلت الأسطورة بالفكر التاريخي (ومثاله أمريكا) تدين بتطورها للملاحظة والسببية فإن المسلمين استبدلوا الثوابت المادية الوثنية بفكرة وأساطير التوحيد. وعليه ليس من المستغرب أن تكون لغتهم جزءا لا يتجزأ من بلاغة المجاز والرموز.
إن المجتمع الإسلامي حالة فريدة من نوعها، فهو يفرض الشريعة على الدولة، ويفسر الانتاج المحسوس للحياة بطريقة ميثولوجية مفصولة عن مصادرها.
ولا يمكن أن تكون روح الحضارة الاسلامية نتيجة الوعي التاريخي، بل هي نتيجة قراءة هذه الروح لتجليات هذا الوعي. بمعنى من المعاني لقد وظفت الرموز لتشخيص حياة تجريدية تعاني من التلكؤ والغموض، مع قدر غير قليل من خمود التصورات، وهذا أحد أعراض الاستحواذ والفصام.
ولا أريد أن أوحي أن الحضارة الإسلامية مريضة، فالخلل يكون إبداعيا لو أنه جاء لضرورة حياتية. وتكفي الإشارة لمعاناة دستويفسكي من الصرع.
أضف لذلك إن دين الدولة لم يعبر عن دين للمجتمع، كان لكل منهما فضاء خاص به، شجع على انتشار المداهنة وتفشي انتهاز الفرص، وأعتقد أن هذا مسؤول حتى هذه اللحظة عن الخروقات الاجتماعية، فالمواطن لم يكن يتماهى مع دولته، لقد كانت الدولة الاسلامية منذ صدر الاسلام بلا مواطن عضوي، والارتباط بين الأطراف تحدده المكاسب والمصلحة، وهذا مستمر في تاريخنا المعاصر الذي تغذيه أوهام إيديولوجية، فالممالك تشبه شركات رأسمالية (هي شركات تجارية عائلية مديرها التنفيذي هو الملك بتعبير سارة تشايز**) بينما الجمهوريات الاشتراكية لا تعرف من هذا المبدأ غير الاسم.kh alwardi 5
إن الازدواجية التي يشير لها الوردي هي نتيجة القطيعة بين العقل المدبر وأطرافه، وفي أحسن الظروف نتيجة سوء فهم لعلاقة الحاضر بالحاضر نفسه، فالتفكير في بلادنا معزول عن جهاز المفاهيم، ولا تجد من يعرف الفرق بين القانون والدستور، والعرف الاجتماعي والمراسيم. ناهيك عن عدم التفريق بين التمثيل المهني ومفهوم الطبقة أو الشريحة.
إن العقل الأرثوذوكسي الذي ابتلي به التخلف يساوي بين الرأسماليات الحاكمة والحكومات الأمنية، لأن لهجة الخطاب تختلف لكن البنية واحدة. وتقوم على مبدأ الاستئثار بالسلطة وليس إدارتها.
فالاشتراكية لا تكتفي بتقويض مفهوم العدالة الاجتماعية ولكن تستبدله بنظام فقر سياسي يمهد لكل أنواع الهزائم. هذا غير تفريغ الشيء من مضمونه حتى يصبح عرضة للانهيار والسقوط في أول امتحان.
ومثل المشكلة تتكرر في الدول البطريركية التي تسخر المؤسسة لخدمة المصالح الفردية.
وهذا شيء والاستناد على مصادر الفكر العاجية التي تكلم عنها الوردي شيء آخر. (ص16).
إن تفسير الوردي للازدواجية بأنه نتيجة عيوب التفكير الصوري (ص16) يشبه تفسير الغرق بالسقوط في الماء. وهذه حجة مثالية على طريقة هيغل.
إن الروح لا تتفكك إلا بسبب عدم انسجامها مع الصورة، لكن السؤال متى يحصل سوء التفاهم بين هذه المتلازمات؟..
والجواب هو في ديناميكية تطوير ونضوج الفرد خارج مجتمعه.
بمعنى خارج الميثاق الاجتماعي وليس من داخله كما يحصل في الرأسماليات الراهنة.
فالوعي بالميثاق والاتفاق عليه هو الذي يوفر مشروعية لنظام سوء توزيع الثروات. بينما خرق الميثاق لدينا يتسبب بنهب لهذه الثروات وتباين في طرق التعبير عنها.
وهذا خلل يترجم نفسه بانحراف بين القانون والأخلاق المرعية.
والمثال الذي يذكره الوردي عن التسامح في الدين والمشقة في الطقوس (ص17) يبرهن على هذه المشكلة.
إن الازدواجية في مجتمعاتنا المعاصرة تأتي من اتكالها على الماضي وحرمانها من العقل والابتكار. بينما الفلسفة الأرسطية لا تزال مزدهرة وتسمح للإنسان بامتلاك أدوات سحرية يقاوم بها الواقع الفاسد والمتحجر.
ويتابع الوردي التعميم في كلامه على وعاظ السلاطين. ولا يضع خطا أحمر بين الواعظ المأجور والمستشار.
لا يمكن لي أن أتصور أن بلاط العثمانيين يديره شخص واحد بلا هيئة من المستشارين والخبراء. وإلا ما استمر بالحياة لعدة قرون.
وقل نفس الشيء عن الممالك والإمارات التي امتد بها العمر لعشرات من السنين الحافلة بمواجهات ساخنة مع أعتى الجيوش الاستعمارية، ولا سيما في الثغور.
إن الفئة التي سخر الوردي أمكانياته لكشف عيوبها هي طبقة البيروقراطيين أو موظفي المكاتب الذين لا يختص بهم نظام، وإنما شكلوا على امتداد التاريخ شريحة ضعيفة ومكسورة هي التي تسببت بمخازي البشرية. سواء في الاتحاد السوفياتي أو في أواخر أيام قصر فرساي.وبرأيي أن حجم هذه الطبقة هي التي تحدد درجة انحدار النظام أو صعوده.
ولقد نبه روجيه غارودي قبل نصف قرن لمخاطر هذه الشريحة لأنها تنمو خارج القانون الاجتماعي، فهم كتلة بلا بنية طبقية، هويتهم ليست من اليد العاملة ولا من الكد الفكري، وغالبا شكليا دون أي توسيع لمساحة الإدراك.
وهذا هو سبب الاختلال الأساسي، فهم استهلاك بلا أي بشائر بالانتاج، بمعنى آخر إنهم مؤشر على ظاهرة ولكنهم ليسوا منتجين لها، ودورهم في المؤسسة معياري.
وبلغة أوضح: نقطة تقاطع الصراعات التي لها دور في صناعة القرار.
كان الوردي يحمل علامات رؤيتنا الشمولية والساكنة لتعليب الأفكار، فهي جزء من الإنسان وليس من الظاهرة التاريخية، ولذلك لم يجد الفرق بين مفاهيم مثل الشعب والناس، أو الشعبي والشعبوي. وهذا يغلف كل المحاولات الرائدة في تطوير الفكر الاجتماعي عند العرب.
فالمسلمون أنكروا وجود حياة عقلية وميثولوجيا عند الوثنيين لتبرير ثورتهم في المعتقدات والحياة، ونفس الشيء يتكرر عند علماء الاجتماع في فترة ما بين الحربين. فهم لم يجدوا الفرق بين الواقعية والإنسانية، وكانت النظرية ضائعة بين مذاهب مختلفة بمعاييرها.
وأعتقد أن كتاب أحمد عباس صالح جزء من هذا الارتباك. فهو يقرأ الماضي السياسي على أنه إنتاج العصر الراهن. إن الثورة على الكومبرادور لا تعني أنها تبشير بالاشتراكية أو اليسار. ومثل هذه المصطلحات العقيمة هي من اختراع الاشتراكيين العرب الذين يعتقدون أن الأمة جوهر ثابت لا يتبدل مع الزمن. ولو نظرت لأدبيات الجناح المحافظ في حزب البعث سيصدمك مقدار السذاجة في تعميم فكرة الاشتراكية على حركات تحرير العبيد ذات الأصول العرقية والمذهبية مثل القرامطة والزنج، فهي ثورة فقراء بسبب استعباد واسترقاق اجتماعي بلا أي خلفيات سياسية، وبتعبير آخر إنها انتفاضة ضد الاحتلال العسكري بذرائع اللاهوت الديني. لو أن دولة الزنج يوتوبيا فإن حرب الاستقلال في سوريا بين 1920-1946 ستكون انتفاضة أممية أو يسارية على التوسع الامبريالي. بهذا المنطق يصبح من المبرر اعتبار الأميرة ذات الهمة (بطلة السيرة الشعبية الحافلة بالخرافات والمعجزات) أول رائدة في تحرير النسوة وأنها هي التي ألهمت هدى شعراوي مبادئ العمل النسائي المنظم. لا يمكن لنا اعتبار كل عمل انقلابي ثورة. وكذلك من غير المعقول تفسير ظواهر من القرن السادس للميلاد بمصطلحات الألفية الثالثة.
وإن إعادة التفكير بما يسمى حرب الردة تجيز لنا أيضا إعادة التفكير بالجذور الفعلية للانتفاضات المسلحة التي عارضت الدولة بين 750-1258م.
لقد غلبت على الفكر الاجتماعي للوردي قراءة تاريخ الأفكار العامة أو الوضعية، وبتعبير حسين سرمك “الاندفاع العاطفي غير المحايد” (ص25) وإطلاق صفة الديمومة على الطبيعة البشرية (أنها لا تتغير- ص27) فكرة غير اجتماعية، ولا يمكن أن نقبلها من عالم اجتماع من طراز رفيع كالوردي.فهو بشيء من التساهل صيغة مركبة من منهج طه حسين في الاستنتاج والتفكير وأسلوب العقاد في التحليل والشرح.
وإذا كانت هذه الرؤية ليست نقيصة لكنها تدور في نفس دائرة التنوير العربية التي كانت هجومية وجريئة بطروحاتها، بمعنى أنها لم تتسلح بأدوات المدرسة الأمريكية في تفكيك ما تحت المجتمعات من ظواهر.
وكان علينا أن ننتظر الجيل الثالث من علماء الاجتماع العرب لنقرأ الحضارة قراءة تاريخية. بلا تعميم وبلا تجريد. كما فعل بو علي ياسين في سوريا. أو مادلين نصر في لبنان. والسيد يسين في مصر.


* مناقشة نقد كتاب في الشعر الجاهلي تتكرر بالحرف الواحد أيضا في كتاب صدر في بيروت عام 2014 لصباح جمال الدين بعنوان (علي الوردي نقد كتاب في الشعر الجاهلي لطه حسين).
**عن خليل كوثراني، مقال منشور في جريدة قاسيون، دمشق، 19 شباط 2019 بعنوان (واشنطن تستعد لما بعد آل سعود).


- منقول عن موقع الناقد العراقي


صالح الرزوق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى