تماضر الطاهر - توأم شعلتي..

قد يكون حقيقة تحيا بقربنا نراها أو لا نراها، وقد يكون مقيماً بنصف الكوب الممتليء، ويحتاج منا لتدقيق النظر.
تحدثت صانعة المحتوى اليوتيوبي المختصة في علوم الروحانيات والماورائيات لإحدى المتابعات قائلة: يبقى دا مش توام شعلتك.
وجمت المستفسرة الآملة وجوم تمثال قديم، تجمد بعد ان صب احدهم على راسه (جردل) ماء بارد في ليلة شاتية.
(انتي بتقولي ايه؟ إزاي مش هو؟)
لا تعليق من صاحبة القناة على السؤال المركب الذي أعقب قرارها النهائي، والذي وصف شريك تلك المراة -اياً كانت العلاقة- بانه ليس توام شعلتها، الذي عاشت تبحث عنه لسنوات وسنوات.
كتبت السيدة الحائرة ما حدث معها بمنتهي البساطة (توام شعلتي عمللي (بلوك) ع الفيس حضرتك).
ولأن الأمر مستحيل في حالة القياس والمقارنة بالتعريف الذي يلين من هو (توام الشعلة)، فوجئت معها وبدات رحلة بحث مصغر عن المذكور اعلاه، من هو وأين وكيف ومتى يمكن للمرء التعرف عليه؟
قالت السيدة المختصة في بداية بثها عن صفاته العجب العجاب، فهو أو هي بمثابة النصف الآخر من الإنسان، الموافق لافكاره وتفاصيل حياته واحلامه وملامحه، والمخالف له من حيث النوع (ذكر أو أنثى).
يقابله الإنسان في حياته مرة واحدة فقط وهي غير قابلة للتكرار ، فهما كيان واحد مزدوج، تربطهما عاطفة جارفة قوية تظهر عند اللقاء الأول ،وبينهما كيمياء ليس لها شبيه ولا مثيل، وقد يصل التشابه بينهما لحدود التطابق في تفاصيل التفاصيل، من الناحية المشرقة، أو حتى من ناحية الاحداث الحياتية التي احتوت على المغامرات والأخطاء.
وعلى الرغم من أنهما إثنان لا ثالث لهما، إلا أن لقاء الأجساد في الواقع بقرب المسافة المكانية أو الزواج، ليس من شروط قوة الرابط ولا من أساسيات العلاقة، فعدم اللقاء في الحقيقة لا يحول دون الوصل الروحي والتخاطر والقرب والتعلق وشدة الارتباط.
ضرب البعض امثلة لثنائيات انطبقت عليها كل المواصفات ، وقد نجح الطرفان في المحافظة على المحبة دون لقاء، بعلاقة مي زيادة وجبران خليل جبران، كما توجد عدة ثنائيات شهيرة بين ممثلين ومغنيين حول العالم، تشابهت تفاصيل علاقاتهم بما عرف به المختصون هذا التوأم الأسطوري.
قد يكون لهذا اللقاء الحتمي وقع حزين لبعض الثنائيات، كأن يظهر الشخص الصحيح في الزمن الخاطيء، ويكون الحبل الطاقي بينهما شديد القوة، مما يهدد العلاقات القائمة قبل اللقاء بالنسف أو التصدع او الزوال. فكأن الكون يرتب لهذا اللقاء باسلوب منظم شديد الدقة، فيتحدثون بعده عن الصدفة التي هي خير من ألف ميعاد والعشق بالحواس، وسحر النظرة الأولى.
يبحث الناس عن الرفيق الذي يعين على الطريق، وتنتظر الفولة كيالها في قلق وتوجس، وينشد العقلاء الحصول على أزواج (من أنفسهم) ليسكنوا إليها، فهل توجد مثل هذه العلاقات المثالية في واقعنا، وهل التقينا بتوأم شعلتنا في المواصلات، في السوق، في الجامعة في الحي أو في شاشات التلفاز أو الصور الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي؟
اي مصباح يحمله المرء ليرى توأمه، وأي قلب حاضر يستفتيه إذا وقف أمامه ذات يوم وقال انا هو!!؟
قرأت واستمعت لأكثر من شرح لهذه العلاقة الروحانية المتسامية عن اللون والعرق والسن والدين، وكيف يساعد وجودها على أرض الواقع في حل الخلافات الزوجية ، وحسم اشكالات الغيرة والخيانة وعلاقات المصلحة والزواج السياسي، والتقليدي والتعدد، وغيرها من حكايات الطيور التي تقع على غير أشكالها.
قد يكون رضاء المرء عن نفسه، وحبه لها كما خلقها الله من مسببات الراحة عند الالتقاء بالتوام الشبيه أو ما يسمى بتوأم الشعلة، الذي يختلف عن توأم الروح الذي لا يشترط اختلاف النوع في تعريفه، لكن السؤال الذي ختم به أحد المستفسرين مساحة الاسئلة في ذلك الڤيديو التعريفي أخافني وأضحكني، قال:
أنا رجل عادي، لا أجذب النساء ، بل يعتقد البعض انني قبيح جداً، فهل يمكنني إجراء بعض التعديلات على ملامحي حتى تناسب ملامح الممثلة الهندية( آيشواريا راي ) لأنني أشعر بل أوقن أنها هي توأم شعلتي.
اخشى اننا بصدد عمل الكثير من عمليات التجميل والترميم وتغيير الجلد والملامح لنناسب ذلك المزعوم المجهول، قبل أن نخرج لنتلقى الصدفة الرائعة أو الصدمة المروعة عند لقائه.
الأمر يحتاج للنظر وإعادة النظر قبل أن نلقي بأحلامنا على ملامح الآخرين، فالقناعة القناعة والله المستعان.


L’image contient peut-être : 4 personnes

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى