أحماد بوتالوحت - ملائِكة يسْتغرِقُها الحَنين.. شعر

لقد كان صَباح أحَدٍ مُتْخَم بِالهُموم ، كَرُبَّان خائِر شَاخَت في الخُلْجَان جميع سُفُنه
كان ثَمَّة قَلِيل من السَّماء في الأعْلى ، ومَلائِكة يَسْتَغرقها الحَنين
سَحابَة عَجُوز ، خانَتْها خُطاها فَسدَّت عيْن الأُفُق .
الأجْراس المُعلَّقة بِأهْداب الأَبْراج ، إفْتَتَحت يَوْمَها بِغِناء مُبْتَذَل
ولم تَحْمِل جديداً لِمَدينة غارِقَة في السُّبات وحَفَّاظات الوَحَل .
فِي الغُرَف كانَت الرِّيح تُمْسك بِتَلابِيب السَّتائِر ، مُحاوِلَة إفْراغَها مِن شَخِير قَدِيم
وكان النَّهر قد طَفر من سَرِيرِه ، وَجَرَف الجَرَّة المُومِياء ،وَبَاقَات مِن رُؤُوس النَّمل المَيْؤُوس مِنْها .
قُفَّازات الصَّيادِين كانَت تَشْرب دُخَّان سَجائِرها على مَهْل ،بِأصَابِع مُخرِّفَة وشَظَايا أوْرِدة نَافِرة
شَفَرات مِرْوَحة السَّقْف فِي حَانَة الْمِيناء ، بَدَأت هذَيَانَها المَحْموم
وَفِي أحْقاَق السَّعُوط زَجَّت بِأُنُوف الذُّبَاب الدَّاكِنة .

أحماد بوتالوحت

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى