محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - الليل يزحف حزيناً

الليل يزحف حزيناً
منحني الرأس
على المصابيح المُصابة بالزكام
تتغيا على البراغيث
اشعتها الصفراء الباهتة
الجنود الجائعون ، باصابعهم المُنهكة من زنادات البنادق
يحرسون بوابات القُبلات الخجولة
يخافون الحب
يخافون ان تنمو على فوهات الصمت
ازهار من النرجس
والمونوليا
يخافون انزلاق الندى
على جفن الرصاصة ، فتُصاب بالشبق
اتجاه السلام
الكلمات تتحرش بالحلق والقلم والذاكرة
والقلم يستمني في حمامه الحبري
يستنزف رغباته
قبل ان تتعرى القصيدة
وتطالبه برتق ما انكسر بين فخذيها
الموت يخلع بنطاله
في حفل تعري صاخب
ليرى الحمقى القساة عوراته تتوعد الحاضرين بالاغتصاب
غير محدد الوقت
والكيفية
والسماء لا زالت
تغمض عينيها ، لكي لا تفزعها البراغيث التي تغطي
روؤس الصبية
ولكي لا يذوب وجهها ، امام مشاهد القُرى المحترقة
ولكي لا يطلقون عليها النار
حين تضبط الاحذية العسكرية
تُبيح الموت
عبر بوابات الجهاد ، للباحثين عن الحور العين
الشمس
اعتزلت تجفيف السخام عن اجفان الحقول
تجفيف الثياب العالقة في حبال الوقت
تجفيف القصائد اللينة في اوراق الموت
تجفيفك عني
حين يبللني الشتاء بالحنين
الى عناق مُفرط الدفء
الكلمات تجرح الحنجرة بالبذاءة
وتقذفها باتهامات حول
" ركاكة المعنى "
والقطارات عالقة بين رحلتيّ الذهاب والاياب
بعد إن فقدت ذاكرتها
وباعت سككها
للبيوت الطينية
لعلها تصمد امام حوافر المطر حين يغزو هشاشها
وانا وانت
نجلس على حواف الوقت
نطوي السماء في راحة اليد ، لنرتديها ادرعا مُضادة للحريق
انا وانت
نُحاول ان نصنع من اضلاعنا
غرفة غير مرئية
نختبئ فيها
عندما يعبر الطوفان ، من مدينتنا الداعرة
وعندما
تقتحم صرخات الشعراء النافقين في ميدان القصائد الركيكة
اُذن اللحظات الحميمة
وتُصيب قُبلاتنا بالعقم

# عزوز
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

أعلى