حواء فاعور - يهرب منا الموت، خائفاً.. شعر

نحن الموتى المفزعين ،حين نطالعه عيناً لعين.
يا ابنَ القلب ووالده:
لقد اعتدت أن آتيك بلا مرحبا ،
أنا التي أعرف حالك دون أن تحكيه ،لن آتيك الآن .
لكن
أخبرني إن استطعت ،كيف من الممكن أن أتجاهل المرأة التي تعرفت عليها فيّ بك؟!
تلك التي لك وبك ،عاشت للعالم.
أنت الجميل بقسوة ونعومة،
جميل بالطريقة التي لا يمكن لي أبداً أن أمزقك في داخلي لتتعافى بابتعادي ،
أنا العدم الذي حين صيّرتَه نهراً تقافز في مائه السمك
أنا روحك التي خلَقتها بي.
نحن جديدين ،
ميتان جديدان
بلا ماضٍ
ولا مستقبل
يا همّك الذي كنتُه!
إقذفني به .
يا همّي الذي تحمله!
إقذفه عنك.
والمس روحك الجديدة التي عرفتَها معي ،
روحي التي عرفتُها معك!
و بكل قسوتك جرب اقتلنا
لن نشتري عمراً ، ولا أجنحة
لن ندخر حزناً، ولا ألماً
لن ندخر رقصاً ولا سُكْراً.
لاسوءاً ولا فضيلة .
سنرتكب العالم وحدينا معاً
وحين يلتجأ الحب إلينا
ستقول:
حبي امرأة ميتة وحية بي
سأقول:
حبي رجل ميت وحي بي
سنقول:
حبنا أصفر
نحن حبتي قمح في رحى العالم
ما أحلى موتنا المنفرد الموحد
حين يطحننا
كلاً من سنبلة ،
إلى جانب بعضنا تحت نفس الحجر.
سنفرح في اللحظة
سنموت في اللحظة!
نحن الميتين الجديدين
انا أنت
أنت أنا
وللعالم إصبع أوسط
وخازوق بلا زيت
عش وحدك أيها العاهر.
بالمناسبة
كنت أريد أن أقول قبل البداية
قبّل لي عينيك لطفاً،
أين سأنام الآن؟!

# حواء فاعور
  • Like
التفاعلات: فائد البكري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى