سوزان إبراهيم - أنْ تُحِبَّ شاعرةً..

أنْ تُحِبَّ شاعرةً يعني أنكَ أحببتَ خبراً مُقدَّماً: ( هي التي شعرتْ) لمبتدأ محذوفٍ: (هي التي رأتْ)
أنّكَ اخترتَ من كرّستْ مؤهلاتِها لإدارةِ روضةِ أطفالِ اللغةِ
أنكَ اخترتَ امرأةَ الصمتِ بما لها من فضائلِ النبيذِ
أن تحبَّ شاعرةً يعني أن تعرفَ الوقتَ المتوقعَ لهطولها بين يديكَ, فإن خانكَ التوقيتُ تحطمتْ دونَ ندمٍ.. لكن بكثيرٍ من الوجعِ
أن تحبَّ شاعرةً يعني أن تتآخى مع مزاجِها المطاطيِّ.. وروحِها الطائرةِ الورقيةِ الممسوسةِ بأزرقِ الفضاءِ, فإِنْ لم ترفعْ لها هناك عرشاً ستذوي كقرنفلةٍ دون صخبٍ
أن تحبَّ شاعرةً يعني أن تحبَّ امرأةً تتقنُ تشكيلَ قلبِها مزهريةً تناسبُ أزهارك أنتَ.. أنتَ تماماً
أن تحبَّ شاعرةً يعني أنَّ السنةَ أكثرُ من أربعةِ فصولٍ لأنكَ خامسها
أن تحبَّ شاعرةً يعني أنّكَ- ويا لحظكَ- التقيتَ نصفَ إلهةٍ.. نصفَ جنيةٍ وما بينهما بحرٌ لا تهدأ دوّاراتُهُ القادرةُ على سحبكَ إلى غرقٍ بلونِ الجنونِ البنفسجيِّ
أن تحبَّ شاعرةً ليس أمراً هيّناً أبداً.. كأنكَ تسيرُ في حقلِ ألغامٍ فنصفُ عقلِها الراجِحِ.. لا يقوى على زجِّ قلبِها المحيطِ في موجةِ وعيٍّ واحدةٍ
أن تحبَّ شاعرةً يعني أن ترافقَ راقصةَ باليه تُمارِسُ الحياةََ على أطرافِ أصابعها,
هي امرأةُ الشكِّ إذ لا يقينَ يثبّتُها على سطحِ الحياةِ.. امرأةٌ مدوَّرةٌ مثل كرةٍ لا تستقرُ
امرأةٌ كاميرا عينُها مفتوحةٌ أبداً على البعيدِ ال لمّا يأتي بعدُ
فلّاحةٌ تزرعُ بذورَ اللغةِ في حقولِ الصمتِ.. عرّافةٌ تقرأ كفَّ معناكَ بمهارةٍ
سيحزِنُها أن تُشكّكَ في جنونها وطفولتها.. كلُّ ما عدا ذلك متاعٌ ساقطٌ
أن تحبَّ شاعرةً يعني أنّكَ ستتعبُ في منتصفِ الطريقِ, وتفتّشُ في جيوبِكَ عن طيفِ جرحٍ تفتِقُهُ لينزفَ
أنكَ ستُعلنُ التوبةَ عنِ الطريق الشائكِ لأنَّ أقدامكَ تريدُ أرضاً وهي ماء
أن تحبَّ شاعرةً بكامل "سينها" يعني أنكَ تكرهُ جنةَ النساءِ العادياتِ وقد اختَرتَ جحيمَها..
أن تحبَّ شاعرةً بكاملِ "سينها" يعني أنّكَ لن تعودَ منها سالماً أبداً.

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _
- "سين": إله القمر

عام ٢٠١٦




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى