سليم جداي - التحركات الدبلوماسية لإسرائيل في إفريقيا و الوطن العربي "بين الترهل وإعادة إنتاج الأدوار

تعد الدبلوماسية الإسرائيلية هذه الأيام في أوج نشاطها ،وبروز عدة متغيرات فيها من خلال تغير الإتجاه وإستخدام التأجيج المعاكس .، من دعاية وإعلام، سواءا القديم والجديد حيث ظهر النمط القديم لكن هذه المرة بالزي الجديد له، إنه السلام المطلق والمزعوم الذي تدعيه إسرائيل وبعض الدول العربية التابعة لها .
فالدبلوماسية الإسرائيلية توحي هذه الأيام علي بروز خطة جديدة ،هدفها الإجماع العربي علي الدولة الإسرائيلية المزعومة ،فالتطبيع الأمريكي لا يكفي وحده فلابد من تطبيع عربي يجدد الإتفاق ،علي أن القدس ستصبح عاصمة لإسرائيل الإستعمارية ،مع أن الدبلوماسية هي إقتصادية وذات توجه ناعم وليست سياسية الا أن العرب مازالوا يثقون في السياسات الإسرائيلية لحد الساعة ،فقد سبقتهم كل من عمان ولبنان ومصر ،فهل كانت هذه الدبلوماسية مريحة لهم ،بالعكس كانت مربحة لإسرائيل فقط،لأنها كانت ،ذات طابع مصلحي إسرائيلي وفقط وكانت علي دراية كافية وكاملة بما سينجر عن مثل هذه الإتفاقيات.فإسرائيل تجيد الحرب الإستباقية ،وكذلك تجيد الدبلوماسية السرية .
ف أهم الإتفاقيات التي قامت بها إسرائيل لحد الساعة هي كل من كامبديفد ،وأوسلوا وواد عربة ،وأخيرا مع الإيمارات ،وكلهم ومسابقهم خدموا إسرائيل ولم يخدموا العرب ،ماذا قدمت إسرائيل لمصر مقابل معاهدة السلام ،لقد قدمت لها الفقر والحرمان ،وتسلط الحكام وتحبرهم ،وقدمت للبنان كذلك التناحر والإغتيالات والتقسيم والفدراليات ،وعدم الإستقرار،وقدمت لعمان الإنعزال والانغلاق فلم نري لها سياسة خارجية ولا رأيا سياسيا من ذلك الوقت ،بل بالعكس فقد كانت إسرائيل هيا الرابح الوحيد من حيث تعزيز الحدود ،وإنعاش الإقتصاد ،وتوسيع الأسواق في هذه البلدان التي كانت تري في إسرائيل بوابة السلام ،وحتي في كتب السياسة من بين أهم المنظرين نجد من كتب علي صدام الحضارات ،وقسم العالم إلي سبع حضارات متناحرة ومتصارعة ،معيار الفصل بينها هو الدين ولكن لم يشر ولو بالإشارة إلي الحضارة اليهودية ،فأين الخلل إذن ،هل هو في خوف العرب، أم في ذكاء بني صهيون .
إن المتمعن في مسار السياسة الدولية يري أن الدبلوماسية الصهيونية ،لا تهتم بالقضايا الخارجية ،بل بالعكس تهتم إلا بمصالحها هي ومصالح كيانها الوهمي ،فدبلوماسيتها غير نشيطة ولكنها ناجعة ،وناجحة كما تحبها إسرائيل .
إن قرارات الهيئة الأممية تعتبر من أهم القرارات السياسية في العالم ،لكنها لا تطبق علي إسرائيل ،والملاحظ ،لكل القرارات التي إتخذت ضد إسرائيل ،يري أنها من الفصل السابع ،وهو الفصل الذي قراراته غير إلزامية ،يعني تنفذ أو لا تنفذ ،بماذا يعني هذا ،إن هذا الشكل من الإشكالات يعرف بدبلوماسية الفاعل الوحيد ،يعني أن إسرائيل تعتمد في دبلوماسيتها علي لوبيات قوية ،ذات أبعاد نرجسية ،تسير ضمن توجه لين ،فالدبلوماسية الإسرائيلية دائما ذات أبعاد سياسية هامة وإقتصادية ،ودائما ما تأتي متفردة ومتباعدة ،وغير منتظمة ،يعني كل دولة علي حدي ،وغالبا ما تكون في وقت الأزمات ،حتي لا تنحاز كل الأنضار إليها ،فتحركات إسرائيل وتوجهها نحو الدول العربية لا تبشر بالخير ،بالعكس إن إسرائيل تأرخ لعالم تحت قبضتها ،ضمن سيرورة ثقافية صهيونيه ،فما نراه نحن خرافة تراه إسرائيل حقيقة سهلة المنال،ففي الوقت الذي ينتفض فيه وانتفضت فيه كل الشعوب العربية ،تسعي اسرائيل من أجل إنجاح هيمنتها اللينة ،علي الأسواق ،بما فيها الأسواق العربية ،فأطماع إسرائيل ستتجاوز البحر الأحمر والمتوسط ،وتدخل إفريقيا ، شئنا أم أبينا ،لكن العرب والمسلمين ،ما زلوا يناقشون معايير العلمانية والديمقراطية ،ويتخبطون في دماء بعضهم البعض .
فالأمن الإقليمي الذي ترتكز عليه جل وكل الدول في العالم ،بما فيه التكتلات الإقتصادية ،هو في حالة ضعف بالنسبة الدول العربية ،فأين دور الجامعة العربية ،والاتحاد الإفريقي ،أين رويتهم من هذه الدبلوماسية الخاطفة ،والاستراتيحية المرنة التي نستخدمها إسرائيل علي الدول العربية .
  • فالقضية الفلسطينية هي مفتاح جميع القضايا العربية العالقة ،فنجاحها هو نجاح كل القضايا ،وفشلها هو فشل كل القضايا فخطابات صناع القرار العرب هي خطابات رنانة هدفها زرع الوطنية التي أكل عليها الدهر ،وشرب ،فالقضية الفلسطينية العربية، ليست قضية وطنية ،أو قومية ،أو نرجسية ،فقط إن ،حلها يكمن في ،أن تسترجع بإسم الإسلام وفقط ،فالدين هو المعيار الأساسي في القضية الفلسطينية ،فلن نستردها إلا بإسم الإسلام ،لأن الصراع كما وصفه "صامويل هتنغتون" ليس صراع قوة بل صراع ثقافات وأديان ،ومعيار الفصل كما ذكرنا سابقا في هذه الصراعات هو الدين،فإسرائيل بتحركاتها الدبلوماسية هذه ،تريد استمالة بعض الدول ،لكي تحظي بالشرعية الدولية الكاملة،ودول عدم الإنحياز ،مازالت تري فيهم إسرائيل خطرا عليها ،لذلك فهي تحاول الوصول لهم عن طريق السلام المزعوم ،الذي تريد هي تزعمه ،والوصول به إلي نزواتها بتحطيم الجدار العربي ،الذي مازال يقاوم ،ولو بالخطابات فقط ،

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى