سليمة مسعودي - النهر.. يا ماء الحياة.. المعنى..

نفضت جدائلها الندية واستوت نهرا ..
و فاض النهر ألف قصيدة..
إذ أورقت في القلب سبع سنابل ..
تحمي جفاف القلب من سبع شداد...
ضفرت مواجد قلبها سرا جميلا باسم العينين ..
يضحك مثل طفل عندما عاد الحبيب من الغياب..
نفضت جدائلها.. و تاهت في مصب النهر..
تمزج في دماها من دماه..
الأزرق الصافي سماء القلب..
يا ماء المحب يفيض نهرا في مداها..
حين تغرق فيه من أجل الحياة..
يا شذاها عطره النشوان فيها..
مرمر اللحظات من ذكرى و شوق..
واسع الخطوات نحو الريح..
يا ريحا يخالجها شذاه..
و تقطر الضحكات من خجل و من وجل..
نديات كأسماك بعذب الماء ماء النهر...
يفتنهن ضوء الشمس..
كم ستضج من فرح..
كطفل باغتته فراشة تتراقص الأضواء يا ليل الفراشة..في مداه
كم في عبور النهر من قمر يعاتب ظلها إن غاب..
كم في هبوب الريح من نجوى
تعيد النهر نحو مصبه..
و توزع الأفراح فيه
فتشعل الزبد القصيد حرائق الأمواج..
يا أثر الفراشة في خطاها..
حين يفضح عطره وجع الغياب..
يرتد كل النهر ماء من سراب...
سر الجدائل غربة مائية المعنى..
تخاتل سرها كي لا تقول..
كضحكة منسية في صمتها..
تمتاح منه حضورها و غيابها..
و تراه كل الروح.. تأخذها الرياح لنهره.. لمصبه..
و هناك حيث تفك في النهر الجدائل..
سوف تغرق كي تراه..
كم مرة رقصت بوجه الماء صورته الحبيبة..
كلما أبصرت مرآة رأيت النهر يحملني إليه..
يفيض بي شوقا فيحملني إليه..
كم في المرايا من تباريح الحقيقة و القصيدة و المتاه..!
يا ليتني مطر فتحملني مياه النهر..
تمزج في دمائي في دماه.. ...
يا ليتني ناي تحركني الرياح.. رياحه..
فأفيض شوقا من صداه..
يا ليتني عشب أعيش على ضفاف النهر كي أسقى مياهه الحياة..
يا ليتني شمس أدفئ برده..
أحنو عليه إذا تجمدت الينابيع صقيعا في شتاه..
يا ليتني فرح يخاتل حزنه..
بشقاوة الأطفال.. أمسح ما رسمت به و فاضت مقلتاه..
يا ليت هذا النهر مائي..
كي أفيض به و أغرق.. فيه.. تغمرني المياه..
يا ليتني..ها قد نفضت جدائلي..
غرق هو الحب الذي قد فاض بي..
كالموت حي لا يموت إلى الأبد..
أو ليس أكبر من حياة.!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى