أحمد الديب - ميكروبيولوجي.. قصة قصيرة

حين كان صغيرًا جدًا ارتكب مجدي مذبحة في حق جماعةٍ من النمل شاركَت أسرته في المنزل. كانت قدرة النمل على التنظيم تدهشه وتغيظه بل تخيفه أحيانا، ولهذا استخدم ذكاءه والقليل من السكر في نصب كمائن لجيوش النمل وإبادتها، حتى لم يعد يرى في حجرته نملة واحدة.
وعندما كبر مجدي صار جسده كبيرًا بشكل ملحوظ، لكنه اكتشف أن مناعته كانت أضعف كثيرًا من المفترض، فتناوبَت عليه جيوش الأحياء المجهرية بلا رحمة واستغاث منها بترسانات من المضادات الحيوية كانت تؤذيه هو أكثر مما كانت تؤذي البكتيريا، بقدراتها المدهشة والمخيفة على المقاومة والتكيُّف.
وحين أودعوه قبره في النهاية -بعد مضاعفاتٍ شديدةٍ لعدوى أصابته- نهشَته الأفواه الدقيقة في وقتٍ قياسي، وفي صباح اليوم التالي غابَت نملةٌ سوداء في تحسُّس الهواء بقرنيِّ استشعارها، قبل أن تطل برأسها من ثقب صغير جدًا في زاوية التقاء الجدار مع أرضية حجرة المرحوم.


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى