مقتطف إبراهيم قيس جركس - شرح كتاب فريدريك نيتشه [هكذا تكلّم زرادشت] -16- (عن المجرم الشاحب)

-16- [SIZE=26px]عن المجرم الشاحب[/SIZE]

لا تريدون القتل قبل أن يحني الحيوان رقبته أيها القضاة ومقدّمي القرابين؟ انظروا، ها هو المجرم الشاحب قد حَنى رقبته، وعينه تنطق بالاحتقار الأكبر.
"أنايَ شيء ينبغي تجاوزه: أناَ هي الاحتقار الأكبر الذي أكُنّه للبشر"، هكذا تتكلّم تلك العين.
أن يُقاضي الجاني نفسه بنفسه فتلك لحظته الأرقى: لاتدعوا الرفيع يقع مجدداً إلى حضيضه!
من مِن خَلاص لذلك الذي يتعذّب بنفسه سوى في موتة عاجلة.
ليَكُن قتلكم شَفَقَةً أيّها القضاة لا انتقاماً. وفيما أنتم تقتلون اعملوا على أن تعطوا بأنفسكم مبرّراً للحياة!
ليس كافياً أن تتصالحوا نع الذي تقتلونه. ليكُن حُزنكم حبّاً للإنسان الأعلى: هكذا تبرّرون بقاءكم على قيد الحياة!
"عدو" ينبغي أن تقولوا، وليس "شرّيراً"، "مصاب" ينبغي أن تقولوا، وليس "وَغداً"، "أحمق" ينبغي أن تقولوا، وليس "خطيئاً".
وأنت، أيّها القاضي ذو العباءة الحمراء، لو أنّكَ قُلتَ بصوتٍ مسموع مايجول بصمتٍ في خاطرك، فسيصرخ كلّ امرء: "لِتُبعِدوا عَنّا هذه القذارة والدودة السامة!".
لكنّ الفكرة شيء والفعل شيء، وشيء آخر هي صورة الفعل، وبينها لايتحرّك دولاب السببية.
صورةٌ هي التي جَعَلَت هذا الرجل الشاحب شاحباً. لقد كان ندّاً لفعلته عندما أتي تلك الفعلة، لكنّ صورتها هي التي استعصى عليه تحمّلها بعد القيام بها.
والآن لم يَعُد يرى في نفسه سوى مجرم. جنوناً أسمّي هذا: لقد تحوّل العنصر الشاذ لديه إلى جوهر.
السرب يسحَر الدجاجة، والفعلة التي فعلها ذهبت بعقله المسكين – جنون مابعد الجريمة أسمّي ذلك.
استمعوا أيّها القضاة! هناك جنونٌ آخر أيضاً: هو جنون ماقبل الجريمة. آه، إنكم لاتغوصون بما يكفي من العمق في أغوار هذه النفس!
هكذا يتكلّم القاضي الأحمر: "بِمَ أجرَمَ هذا المجرم؟ كان يريد أن يسرق؟" أمّا أنا فأقول لكم: دَمَاً كانت تبتغي نفسه وليس غنيمةٌ: لقد كان متعطّشاً لغبطة السكين!!
لكنّ عقله البائس لم يَفقَه هذا الجنون، وهكذا أقنَعَه محدّثاً إياه بهذا الكلام: "مالَكَ والدم؟ ألا تريد غنيمة على الأقل من وراء هذا؟ ثأراً تثأرهُ؟"
وكان أن أصغى إلى عقله البائس: بمثل الرصاص وقع عليه حديثه، فَنَهَبَ عندما قَتَل. لأنّه لم يكن يريد أن يخجل من حُمقه.
وها هو رصاص ذنبه يحطّ بثقله عليه من جديد، وإذا عقله البائس يغدو متحجّراً من جديد، كسيحاً وثقيلاً.
لو أنّه يستطيع فقط أن يحرّك رأسه، فسيقع ذلك العبء الذي فوقه، لكن من ذا الذي سيحرّك هذه الرأس؟
أيُّ إنسانٍ هو هذا؟ ركامٌ من الأمراض تنتشر في العالم عبر هذا العقل: فهي تريد أن تَظفَرَ بفريستها!
أيُّ إنسانٍ هو هذا؟ كتلة متشابكة من الأفاعي لاتجد الراحة في ما بينها، فتتفرّق إذاً لتبحث عن فريسة في الأرض.
انظروا هذا الجسد البائس! وذلك الذي يعانيه ويبتغيه قد تأوّلته النفس تأويلها الخاص – رَغبَةً في القتل ولهفةً على غبطة السكين تأوّلت ذلك الأمر.
مَن يغدو الآن مريضاً، إنّما يقع عليه الشرّ الذي هو الآن شَرٌّ: إنّه يريد أن ُحدِثَ ألَماً بذلك الذي يؤلمه. لكن فينا مضى كانت هناك أزمنة أخرى وخرٌ آخر وشَرٌّ آخر.
في ما مضى كان الشكّ شرّاً وكذلك إرادة الذات. في ذلك الزمن جُعِلَ من المَرضى كَفَرَة وساحِرات: وكَكَفَرَة وسَحَرَة كانوا يتألّمون ويريدون الإيلام.
لكنّ هذا أمرٌ لا يجد طريقاً إلى أسماعِكُم، إنّه يسيء إلى خيركم، تقولون لي. لكن ما الذي يعنيني في خيركم!
ليس شرّكم، بل الكثير من خيركم هو الذي يُقرِفني في الحقيقة. ولَكَم وَدَدتُ لو أنّ بكم جنوناً تجدون فيه هَلاككم مثل ذلك المجرم الشاحب!
الحقّ أقول لكم، كنتُ أوَدُّ لو أنّ جنونكم يُدعى حقيقةً أو وفاءً أو عدالَةً: لكن لديكم فضيلتكم لكي تعيشوا طويلاً وفي كَنَف رِضىً بائس يدعو إلى الشفقة.
سياجٌ على حافّة نهرٍ أنا: ليُمسِكَ بي مَن استطاع أن يَلمِسَني! لكنني لستُ عَطّازاً تتوكّؤون عليه. –
هكذا تكلّم زرادشت.
##################################

هذا هو الجزء الأول ضمن سلسلة من الأقسام التي توضّح مَكامن القصور والنقص عند بعض أنواع "الإنسان الانتقالي"، ونقصد بذلك البشر الذي هُم مازالوا في مرحلة الجَمَل أو الأسد، أو الذين ربّما يُظهِرون بعض الميّزات التي يمكن لزرادشت تجميعها، مثل قطع الأحجية. إنّ تصوير شخصية المجرم الشاحب هي واحدة من أروع مقاطع هذا الكتاب، وفي الوقت عينه واحدة من أحلَك فقراته. هناك أوجه تشابه وثيقة بين تصوّرات نيتشه عن هذه الشخصية وصورة القاتل راسكولنيكوف في رواية دستويفسكي "الجريمة والعقاب"، والأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أنّ نيتشه لم يَبدأ بقراءة دستويفسكي إلى بعد عام 1886 (وبالترجمة الفرنسية).
يرتكب المجرم الشاحب جرائمه لأنّ أناه ينطق بالاحتقار الأكبر: هذا المجرم مثلَه مثل العَدَمي. وفي نفس الوقت إنّه يُدرك أنّ ((أنايَ يجب تجاوزه: أنايَ هي الاحتقار الأكبر الذي أكنّه للبشر)) _أي الاحتقار الكبير للوضع الحالي للحياة البشرية، أو وضع معيّن خاص للحياة البشرية، ومن هنا تنبع الإرادة لتجاوزها.
هذه هي قراءة نيتشه للصراع الداخلي عند المجرم الشاحب والذي هو نقطة البداية لهذا الخطاب عن الجريمة والذنب والعدالة والأخلاق. ويشير القسم مقدّماً إلى معالجة الجريمة باعتبارها ظاهرة انحراف اجتماعي، ووسائل ودوافع ومعنى العقوبة في كتابه "حينيالوجيا الأخلاق" (1887).
قد يبدو المجرم الشاحب وكأنّه في مرحلة الأسد ومن مراحل تطوّر العقل، يشُنّ حرباً على حالة الــ"ينبغي عليك"، لكنّه يتصرّف من منطق انتقام ((إنّه يريد أن يُؤلِمَ بما يؤلمَهُ))، وبالتالي فإنّ مصيره ليس "خلق الحرية". هناك مفارقة عجيبة تفتح أبوابها لنا هنا: يجب على المجرم الشاحب أن يؤكّد جريمته من أجل تجاوزها، لكنّه عالقٌ في دَوّامَةٍ من الانتقام والثأر. مبنية على الرفض، وبالتالي يستحيل تأكيدها. ففي خِضَمّ هذا الصراع غير القابل للحل، ((ما مِن خَلاصٍ لذلك الذي يتعذّب بنفسه سوى في مَوتة عاجلة)). لذلك يجب على القضاة الذين يحكمون على المجرم الشاحب بالإعدام أن ينظروا إلى حُكمهم على أنّه فعلَ رحمة، وليس انتقاماً جَزائياً، أو ثأراً اجتماعياً، لأنّ الموت هو السبيل الوحيد لتحرير المجرم الشاحب من صراعه الداخلي الذي لايُطاق. المجرم مُذنِب ولكن ليس على مستوى الأفكار، بل من خلال عمله، ومن خلال الصورة التي يخلّفها عمله في أعقابه. وبين هذا وذاك ((لايتحرّك دولاب السببية)) ممّا يعني أنّ هؤلاء الثلاثة لايفسّر كل واحدٍ منهم الآخر (كتسلسل سببي) بل بالأحرى إنّ هؤلاء الثلاثة هم مظاهر لإرادة القوة. وبسبب صورة عمله، فهو يعاني من ضميرٍ مُذنبٍ يعَذّبه: وهذا مايجلعه شاحباً. وبهذه الطريقة يكون المجرم مذنباً مرّتين: أولاً بفعلته، وثانياً بصورة فعلته، التي لايمكنه تجاوزها بوصفها مجرّد استثناء أو انحراف (وفي هذه الحالة يتم "إصلاحه أو تأهيله") ولا من خلال إرادته بجعلها فضيلة مؤكّدة على الحياة (يهزّ رأسه، ويرفض سلطة القضاة وقيمهم وأحكامهم، وبذلك يكسر حَلَقَة الثأر، بدلاً من مجرّد الإيماء). وهذا هو "جنون مابعد الجريمة".
نظراً لأنّ الفضاة هُم مَن يملكون القدرة على إدانة المجرم المُذنب، فَهُم الذين سيبقون ويمكنهم بالتالي أن يساهموا في تمهيد الطريق للبشر المتفوّقين إلى الإنسان الأعلى. ولهذا السبب بالضبط يوجّه زرادشت خطابه لهم في هذا القسم. ومع ذلك، هناك صلة تربط بين المجرم الشاحب والقضاة: كلاهما قابلان للمقارنة على مستوى الاحتقار. من الممكن أن يكون القضاة منكرين للحياة من خلال أفكارهم كالمجرمين الذين يدينونهم، إذا كان دافعهم هو الكراهية والثأر (إنّهم يرغبون في إذلاله: لقد أومأ الوحش).
من خلال تحرير المجتمع من البشر الذين يرغبون بشدّة في تجاوز أنفسهم ولكنهم مرضى لدرجة أنّ أفعالهم لحظية (مجرّد استثناء) أو لايمكن تأكيدها كفضيلة، يكون للقضاة دور فعّال ونشط يلعبونه في تدشين عصر الإنسان الأعلى. لكنّ القضاة بدورهم بحاجة أيضاً إلى أن يكونوا على دراية بوجود بُعدٍ آخر لعقل المجرّم يشوّه عمله: هذا على مستوى الدافع الكامن وراء عمله. ويطلق نيتشه على هذا الجنون تسمية "جنون ماقبل الجريمة.
القضية الجنائية التي يقدّمها زرادشت هنا هي قضية السرقة والقتل. في هذه الحالة، يقول زرادشت، هناك احتمال أن يتمّ تنفيذ عملة السرقة كتمويه للدافع الحقيقي للجريمة وهو شهوة الدم البدائية، "غبطة السكين" الجنونية. يسعى عقل المجرم، عقله المُكابد لتبرير مقبول اجتماعياً لحالة الجنون البدائي، لذا فهو يأخذ ساعة ومحفظة أيضاً على سبيل السرقة.
((مالَكَ والدم؟))، فالسرقة في الوجه "المقبول" ثقافياً لغريزة القتل التي سادت خلال عهود ماقبل الحضارة. النقطة التي يشير إليها زرادشت هنا هي أنّ الجريمة الحقيقية "مضادّة للمجتمع" وذات طبيعة ديونيزية بذاتها. ويشرح نيتشه هذه النقطة بدقّة في كتابه "ماوراء الخير والشر"، شذرة 229 مشيراً إلى أنّه في المجتمعات الحديثة والمتحضّرة والتي تفتخر بتغلّبها على الغرائز الحيوانية الدنيئة والبدائية في الإنسان، لايزال هناك قدر كبير من الخوف من أنّ مثل هذه الدوافع البدائية قد تستعيد سيطرتها من جديد. لكن لايبدو أنّ أحداً يُدرك حقيقة أنّ هذه الدوافع والغرائز لم تختفِ قط، بل إنّه في الواقع تشكّل أساس كل القيَم والأخلاق المتحضّرة. يقول نيتشه: ((إنّ معظم مانسمّيه "حضارة راقية" يقوم على رَوْحَنَة السبعية [من السّبع/الأسد بمعنى القسوة والوحشية] وتعميقها _هذا هو قولي. إنّ ذلك "الحيوان البرّي" لَم يُقتَل البَتّة، إنّه يحيا ويزدهي، لكنّه قد... تألَّه)). هذا افتراض مذهل ومثير للغاية، خاصةً إذا اعتبرنا نيتشه يعتبر الديانة أو الأخلاق المسيحية قائمة على القسوة/السبعية على غرار أخلاقيات روما القديمة. ثمّ يسرد أمثلة مختلفة عن كيفية استمرار هذه القسوة، وكيف أنّ بعض الفضائل المسيحية ، كالتضحية بالنفس والزهد والتزمّت، ماهي إلا ممارسات مازوخية "يستمتع فيها المرء بالألم" كالمتعة بمصارعة الثيران أو مشاهدة الإعدامات العَلَنية.
النقطة الأساسية هنا هي أنّ القسوة ماهي في الواقع إلا شكل أساسي من أشكال ضبط الدوافع والغرائز. إنّ الانقلاب على غرائز الفرد، مهما كانت، هو ممارسة شكل من أشكال الأذى والقسوة على نفسه _سَواء لأغراض دينية أو أخلاقية أو فكرية أو ثقافية أو حتى فنية. لذا يجادل نيتشه أنّ القسوة هي أساس كل معرفة.
كان لابد لنا من الاستفاضة قليلاً حول موضوع القسوة وكبت الغرائز لدى نيتشه، لنعرف أنّ سؤال "مالَكَ والدم؟" ينشأ كنتيجة لانغماس الجاني في سياق اجتماعي يحدّده منطق العقل الأداتي. إنّ مرضه العقلي الذي، كما علمنا سابقاً، ينبع من كونه مطارَداً من قبل صورة فعلته أو جريمته، يتفاقم بسبب شعوره المُضني بالذنب أيضاً تجاه جنون دافعه، لأنه يعجز عن تفسيره أمام نفسه وأمام القٌضاة.
بالنسبة لنيتشه، يمثّل المجرم بالتحديد حالة ممتازة للدراسة لإثبات بصيرتيه: الأولى، يمكن إظهار معاناة البشرية من ضغوط الحضارة من خلال المجرم لأنّ الأشكال المريضة والمُختلّة من السلوك الاجتماعي أمرٌ محتّم لا مَفَرَّ منه طالما أنّ الجنس البشري لايملك سوى فهم ناقص، وغير قادر على مصالحة نفسه مع الجوهر البدائي/ماقبل الحضاري/المتوحّش لطبيعته البيولوجية.
عند المجرم، في سلوكه الإجرام، تنتقم البيولوجيا المارِقَة من الحضارة. أمّا في مشاعر الذنب، فالذي ينتقم هو الحضارة (ومن هنا جاءت صورة الأفاعي البرية المتشابكة) وأعتقد أنّ هذه الفرضية مثيرة للاهتمام لفهم الإيديولوجيا الفاشية، ونجدها عن كلٍ من أدورنو وهوركهايمر.
البصيرة الثانية: يمكن لنيتشه عن طريق سيكولوجية المجرم إثبات التاريخ الثقافي لمشاعر الذنب باعتبارها شَكلاً معَطّلاً أو مُختَلاّ (أو عُصابياً حسب تعبير فرويد) من الدوافع والحوافر النفسية السلبية القائمة على الرفض المقرّر اجتماعياً للدوافع البدائية الإنسانية. إنّك تؤذي الآخرين بذلك الشيء الذي يجعلك مريضاً _أي أنّ البيولوجيا تنتقم لنفسها بنفس الطرق والأساليب التي سَعَت بها الحضارة لكبتها وقمعها تحت ضغوطها الساحقة _ويُعَبّر عن انتهاكك ضمن معايير مُصاغة ومُتَرَسّخة عبر التاريخ وصولاً إلى عصرك. ويوضّح زرادشت ذلك بمثال من العصور الوسطى حيث وَصَفَ كلاً من "الشك" و"إرادة الذات" بالشر، إذ كان المجرمون الشاحبون في تلك الفترة يعتبرون من السَحَرة والهراطقة، ولأنّهم كَفَرة وسَحَرَة كانوا يعانون ويتألّمون ويريدون الإيلام وإنزال المعاناة بالآخرين.
يقاطع زرادشت نفسه بافتخار وزُهُوّ ساخِر مُوَجّهاً تهكّمه نحو القضاة. إنّه ينتقد استهجانه القضاة "الأخيار" الذين يشكّ في أنّهم قادرون أبداً على فهم مايحاول هو شرحه لهم هنا لأنّهم ليسوا "مجانين" بما فيه الكفاية. إنّ المجرم الشاحب مريض لأنّه لايفهم جنونه. القضاة عديمو الفائدة، لأنّهم ليسوا مجانين بمايكفي في المقام الأول لفهم جنون المجرم الشاحب، ناهيك عن أنهم عاجزون عن فهم أنفسهم: ويعني زرادشت بذلك أنهم ليسوا مدفوعين بما فيه الكفاية "بحقيقو أو وفاء أو عدالة". لذلك فَهُم أدنى من المجرم الشاحب وأقلّ قَدراً منه لأنّه على الأقل يمتلك الشجاعة للانتهاك، و"الهَلاك" بسبب هذا الانتهاك، في حين أنّ القضاة، مثلهم كمثل حكيم الأخلاق في القسم الثاني، لديهم ((فضيلتهم لكي يعيشوا طويلاً وفي كنف رضى بائِس يدعو إلى الشفقة)).
يُنهي زرادشت خطابه بالإشارة إلى كيفية استفادة تلاميذه منه، عن طريق كناية سياج النهر. أمّا تيّار النهر (على الأرجح هو يشير هنا إلى الجنون الإجرامي والقضائي أو الانتقام) فسيسحب معه بعيداً جميع هؤلاء الذين يقتربون منه، ولكن بوجود زرادشت كسياجٍ حامٍ للتمسّك به يمكننا النظر إلى التيار بأمان. ولكن كمُعينٍ في الحياة، وفوق كل شيئ كمُعينٍ لعبور النهر، فيجب علينا أن نستعدّ بأنفسنا ونؤَهّل ذاتنا لذلك.
إبراهيم قيس جركس 2020
Ibraheem K Jarkass

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى