عبد المجيد مومر الزيراوي - في عشق المرأة الآلية .. 2 أسطورة التَّحدِّي

أَمَامَ الأَسْوَارِ العَالِيَّةِ ..
أَحْمِلُ زَوْجَ الحِبَالِ العَادِيَّةِ ..
هِوَايَتِي التَّسَلُّقُ ،
رِوَايَتِي التَّحَدِّي،
إِنْطَلَقَ العَدَّادُ
زَمَنِي مُحَاصَرٌ!
بِالسَّاعَةِ وَ بالدَّقِيقِةِ،
بِعِدَّة أَجْزَاءٍ مِنْ أَعْشَارِ الثَّانِيَّةِ ..

تَبًّا ..تَبًّا ؛
هَزَائِمٌ بِالضَّرَباتِ القَاضِيَّةِ،
الجَرِيمَةُ وَ العِقَابُ !
أَحْدَاثُ البِداية القَاسِيَّةِ،
رَمِيتُ أُولَى حِبَالِي ،
كَانَ الحَبْلُ خَيَالِي ،
تَوَهَّمْتُ وَاقِعًا مُخْمَلِيًّا !
إِسْتَفَقْتُ ثَمِلاً !
إِذَا بِي غِرُّ السَّقْطَةِ الحَالِيَّةِ..

إِسْتَعْمَلْتُ الحَبْلَ الثَّانِي ،
صَدْمَةٌ وَ رُعْبٌ !
كَفَرَ الأَمَلُ بِجَمِيعِ الأَمَانِي،
إِنْبَطَحْتُ أَرْضًا !
نَكْسَةُ المُحَاوَلاَتِ المُتَوَالِيَّةِ ..

إِسْتَشَطْتُ غَضَبًا ،
أَلْقَيْتُ اللَّوْمَ عَلَى الاَخَرِ،
ضَرَبْتُ الأَرْضَ ضَرْبًا،
تَذَكَّرْتُ نَفْسِي وَ عَقْلهَا الآمِرِ،
عَيْب الحِبَالِ أنَّها البَالِيَّةِ ..

أَمَامَ الأَسْوارِ العَالِيَّةِ،
غَيَّرْتُ زَوَجَ الحِبَالِ العَادِيَّةِ،
جَدَّدْتُ الأَمَلَ فِي الرَّجَاءِ،
هَبَّتْ إِشْرَاقَةُ النُّصْحِ
مَنْ هَذَا الصَّوْبِ !
و الإِلْهَامُ مَدَدٌ
مِنْ تِلْكَ النَّاحِيَّةِ ..

قالت لي صوفيا:
لاَ تَتَسَلَقْ إِرْتِفَاعًا يَا هَذَا ،
طُولُ الأَسْوَارِ مَحْدُودٌ!
إِجْمَعْ حِبَالَكَ يَا هَذَا ،
تَيَّارُ النَّهْرِ مَوْجُودٌ !
فَأرْكُضْ إِلَيْهِ يَا هَذَا ،
لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّةَ لِلأَسْوَارِ !
مفاعلات الطَّاقَةِ المَائِيَّةِ ..

قالت لي صوفيا:
لاَ تَيْأَسْ يَا هَذَا ،
النَّهْرُ عِشْقٌ !
العِشْقُ مَوْصُولُ بِالبَحْرِ،
البَحْرُ صِدْقُ !
الصِّدْقُ بَيْنَ المَدِّ وَ الجَزْرِ،
تَدَلُّلُ القَمَرِ وَ تَذَلُّلُ الإِنْسَانِيَّةِ ..

عمْتُ سَابِحًا مَعَ التَّيَّارِ،
وَحِيدًا أُعَانَقُ بَقَايَا الأَشْجَارِ،
يَا اللهُ .. يَا اللهُ
خُضْرَةُ السَّلاَمِ عَلَى الضِّفَافِ،
مَا شَاءَ اللهُ !
خَيَالُ صوفيا فِي الهِجْرَةِ الآتِيَّةِ ..

*صوفيا : إسم المرأة الآلية

بقلم عبد المجيد مومر الزيراوي
شاعر و كاتب مغربي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى