أحمد الديب - شوكانشي.. قصة قصيرة

في مطلع العام 2042 اضطرت الحكومة اليابانية أخيرًا إلى اتخاذ قرار نهائي بإلغاء عطلات نهاية الأسبوع، بعد أن وصلت حالات انتحار موظفي الشركات في أيام الاثنين إلى أرقام كابوسية.

فالظاهر أن حملات الدعاية الضخمة -التي حملت عبارات مثل "أنت لا تكره يوم الاثنين حقًا.. مَن يكره شروق الشمس؟" و"اجعل من الأسبوع القادم بداية جديدة لحياتك" و"الحياة مواسم وفصول لا تنتهي إلا لتبدأ"- أدَّت في النهاية إلى العكس تمامًا، حتى دفع فشلها الذريع والمخجل السيدة نوزومي أوهاشي -وزيرة الصحة والعمل والرخاء، والمسئولة عن تنفيذ الحملة الدعائية- إلى الانتحار اعتذارًا وخزيا.
وقد صاحَب قرارَ إلغاء العطلات الأسبوعية قرارٌ آخر بتخفيض إجباري لعدد ساعات العمل في اليوم الواحد إلى سبع ساعات ونصف بحدٍ أقصى، مع تشديد الرقابة الحكومية واتخاذ الإجراءات الحاسمة مع الشركات المخالفة.
وقد أدى القرار بالفعل إلى تراجع ملحوظ وسريع في أعداد المنتحرين في أيام الاثنين، لكن مستشفيات الأمراض العقلية والمصحات النفسية أعلنت -قبل نهاية العام نفسه- عن عجزها عن التعامل مع الانفجار الهائل من حالات نوع مستحدث من الاكتئاب الذُّهاني أطلق عليه اليابانيون اسم "شوكانشي" (ترجمته الحرفية موت الأسبوع، لكن مراجع الطب النفسي الغربية سَمَّته باضطراب ما بعد الأسبوع) والذي أفضى إلى ارتفاع غير مسبوق في الميول الانتحارية.
وعلى الرغم من شدة هذه الصدمة، إلا أن السيد هاجيمي إيساياما -وزير الصحة والعمل والرخاء الجديد- كان يتحلى بصبرٍ نادر جعله، من باب الاحترام، يؤجل انتحاره حتى صباح الثلاثاء.

19/11/2019




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى