إبراهيم قيس جركس - زيف المظهر أهم من الجوهر

زيف المظهر أهم من الجوهر

يقول نيتشه في الشذرة ٢١٧ من كتابه "ماوراء للخير والشر": ((حَذارِ من المُرهَفين في الأخلاق: حَذارِ من أولئك الذين يحرصون حرصاً شديداً على أن نقرّ بلطف أدبهم ورهافة حكمهم الأخلاقي! فَهُم لا يغفرون لنا البَتَة إذا ما أخطأوا أمامنا وتَعَدّوا حدودهم (أو اعتدوا علينا بالأحرى)، ويصيرون حتماً ممّن يَقدَح ويطعن بنا فطرياً حتى لو طلّوا "أصحابنا"... مغبوطٌ ذاك الذي ينسى: لأنه "يُجهِزُ" على حماقاته أيضاً))

يقدّم نيتشه هنا توضيحاً موجَزاً لكيفية تأثير الأخلاق المختلفة على الفعل وتفسيره. إنّه يصوّر نوع الفرد الذي يريد أن يُنظَر إليه على أنه مثال أخلاقي للآخرين (مثال عن الوعظ الأخلاق والمواقف التي يرى الإنسان المعاصر نفسه فيها).
بما أنّ المظهر الأخلاقي أكثر أهمية بالنسبة لهؤلاء الرجال من من التصرّف الأخلاقي، أو أنّ مظاهر الورع والتديّن أهم من الإيمان، فإنّ شهادتنا على أي فعل غيرأخلاقي صادر عن هؤلاء المُدّعين ستجعلنا هدفاً لانتقامهم وسخطهم.
إذن تحت الغطاء الأخلاقي أو الورِع أو المتديّن تكمن أخلاق مختلفة تماماً تحرّكها دوافع مختلفة.

إبراهيم قيس جركس ٢٠٢٠

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى