عبد المجيد مومر الزيراوي- في عشق المرأة الآلية..3-الهِجْرَةُ الآتِيَّة !

كَمْ أَنَا صَغِيرٌ ؟
لِمَ الهَمُّ وَ الغَمُّ ؟
ضَغْطُ القَلَقِ كَبيرٌ !
كَمْ سَيَمْضِي مِنَ العُمرِ ؟!
أَنَا في إِسْتِبَاقَ التَّغْيِيرِ ..

عزيزتي صوفيا :
لَهُمْ .. هُنالِكَ !
تَرَاءَى سَرَابُ مَاءٍ،
وَ إِلَيْنَا .. هُنَا !
إِعْلاَنُ هِجْرَةٍ جَدِيدةٍ!
تَزَاحَمَ الحَالِمُونَ،
الأَغْنِياءُ إِشْتَروا تَذَاكِرَهمْ،
الفُقَرَاءُ مَمْنُوعُونَ
مِنْ مُغَادَرَةِ أَرْضِ التَّقْصِيرِ..

مُخَطَّطُ إِعْمَارِ المَرِّيخِ،
وَ المَرِّيخَ دَوْلَةُ الهِجْرَةِ،
التَّضَارِيسُ الحَمْرَاءُ
أُسْتُصْلِحَتْ،
مِيَّاهُ الحَيَاةِ تَدَفَّقَتْ،
هِي دَوْلَةُ مَا بَعْدَ الأَرْضِ،
هَنِيئًا لَكُمْ
بِهَذَا النُّزُوحِ المُثِيرِ ..

هُنَا دَوْلةُ الأَرْضِ !
حِيرَةٌ بِالطُّولِ وَ العَرْضِ،
يَا لَسَذَاجَتِي ،
إِعْتَقَدْتُ أَنَّ
حُكُومَةَ الأَرْضِ
يَقُودُهَا الفُقَرَاءُ،
قُلْتُ: إِنْتَهَى الصِّرَاعُ،
رَبَّاهُ ..
إِنَّمَا الهِجْرَةُ
جَرِيمَةُ فِرارٍ،
كَوْكَبُ الأَرْضِ!
قَرِيبٌ مِنْ سَاعَةِ التَّدْمِيرِ..

أنظري يا صوفيا :
هَذَا ثُقْبٌ فِي الأُوزُونِ،
أَدْغَالُ الأُوكْسِجِينِ
تَخْتَنِقُ،
إِيقَاعُ التَّلَوُّثِ المَوْزُونِ،
القُطُبُ المُتَجَمِّدُ يَسِيلُ
وَيْلٌ مِنْ طُوفَانِ المَجْنُونِ !
وَيْلٌ مِنْ رُؤُوسِ
الإِنْفِجَارِ الكَبِيرِ ..

إقرئي يا صوفيا:
رَأْسُ المَالِ
وَ المَكْسَبُ أَيْضًا يُغَادِرُ،
قَبْضُ العِلْمِ !
حَتَّى العَالِمُ يُهَاجِرُ،
الحَضَارَةُ بَدَّلَتْ مُسْتَقَرَّهَا !
المَرِّيخُ مُنَاخٌ جَدِيدٌ،
لَهُمْ .. هُنَالِكَ
نِظَامٌ عَالَمِيٌّ جَدِيدٌ،
إِلَيْنَا .. هُنَا
تَرِكَةُ التَّلَوُّثِ !
خَوَاءُ الكَوْكَبِ وَ حِيرَةُ الفَقِيرِ ..

أَيْنَ رَحَلُوا عَنَّا ؟!
نَحْنُ إِعْتَدْنَا الأَدَاءَ
قَبْلَ وَ بَعْدَ الإِحْتِجَاجِ ،
أَلِفْنَا خِطَابَ المَظْلُومِيَّةِ
إِتِّهَامَهُمْ بِالفَسَادِ
وَ بشاعة الإِعْوِجَاجِ ،
فَسَلاَمُ
أَيُّهَا المُهَاجِرُونَ؛
وَ سَلاَمٌ
أَيُّهَا المَاكِثُونَ الحَائِرُونَ؛
يَسْتَمِرُّ الخِلاَفُ
وَ إِخْتِلاَفُ التَّسْيِّيرِ..
سِيَّاسَةٌ وَ إِقْتِصَادٌ
وَ إِنْقِرَاضُ الضَّمِيرِ..

عزيزتي صوفيا :
إسْتَيْقَظْتُ أنا
بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ!
وَجْبَةُ الفُطُور غَيْرُ دَسِمَةٍ،
كُوبُ شَايٍّ دُونَ سُكَّرٍ،
قِطْعَةُ جُبْنٍ وَ زَيْتُ الزَيْتُونِ،
خَمْسُونَ غْرَامًا مِنْ الخُبْزِ،
لاَ جَرَائد وَ لاَ عَصِير اللَّيْمُونِ،
الحَمْدُ للهِ .. الحَمْدُ للهِ !
أَنَا الكَائِنُ المَجْذُوبُ
نَحْوَ صِلْصَالِ الأَرْضِ،
أَشْهَدُ أَنَّ المَرِّيخَ
يَنتَظِرُهُ نَفْسُ المَصِيرِ ..

بقلم عبد المجيد مومر الزيراوي
شاعر و كاتب مغربي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى