هند زيتوني - كومبارس في زمن الخيانة

اخترتُ الحُبّ كمهنةٍ شاقة
لأنني فشلتُ في بقية المهن
فشلتُ أن أكون أماً لأطفال العالم ، فوهبتُ أبنائي للريح
مشيتُ حافية القدمين لأتحسّس بلاط الجنة
ليضحك ذلك الطفل العاري الذي يرتدي حلماً مثقوباً
تبنيتُ الأشجار والحيوانات السائبة
بعد أن تيقنت بأن حياتي كانت غابةً صغيرة
خالية من شمسٍ الحكايا ؛ كان عليّ أن أحرقني لأضيء
غرف القلوب السوداء
فشلت أن أكون شاعرة ، لأن الكتابة انتحارٌ بطيء
وأنا أحتسي كؤوس الموت في بارات الزمن الرخيص
أكتب مثل نبيٍ متسول لأكتشف الحقيقة الهاربة
لأربي بعض الذئاب التي امتلأت في الشوارع
أسقيها حليباً نقياً كي لا تنهش خراف الانتظار
أختار مشهداً للحب لأعلّمه لتلاميذ الوقت الذين يبيعون الكراهية على طبقٍ مكشوف
أختار مشهداً للتمثيل لأعلم الرجل كيف يكون كومبارساً بارعاً في زمن الخيانة
أدعو السماء لأصبح ورقةً بيضاء لأكتبني بحبرٍ جميل
أبكي كنهرٍ جاف سرقوا ماء عينيه
عندما كان نائماً .
هند زيتوني .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى