مروى بديدة - لست أكثر من شكل نحيل..

لست أكثر من شكل نحيل يخشى الإنحراف
أحب أن أكون ناعمة
أضمر خناجري و سيوفي حتى لا أقاتل أحدا
أحفر حفرة في الصدغ
حيثما تسير ذكرياتي سابحة في النهر الخرافي
أجدف منهكة بساعدين و عشر أصابع دافئة و لطيفة دوما
و في زورق من عظم و نسيج تعبان، أعبر دائما سليمة إلى الضفة الآمنة
لم أمسك بيد أحدهم ٱلى النهاية
لقد شعرت بالروع و الأسى
حتى في الصحبة الهادئة
لابد أن يترك أحدنا الآخر و يمضي إلى حتفه و غيابه
بكيت لأجلك على سفح الجبل
بكيت لأجلك في الغرفة المظلمة
حتى حينما راودني الفرح بكيت لأجلك
لا شك أنك تراني
يا إهانتي الواضحة
يا عقدتي الفريدة
إنتظرتك في الشفق المرجاني
انتظرتك في الفجر المتلألئ
تذكرتك في الأمسيات الصاخبة
و حتى في الليالي الأشد قسوة و سواد تذكرتك
لكنك غبت طويلا
فأردت هذه المرة أن اتبعك و أخلد الى النوم
أطلقت رصاصاتك على جمجمتي الصغيرة
بينما كنت أغني لأجلك و أحدث البهجة في قلبك القانط
أما صوت الغناء فما زال يرافق وحدتك و ذهولك
ندم يأكلك على مهل حتى تختفي خائفا و مرتابا
إشتريت لك بدلة و حذاء
عطرا خفيفا كالذي كنت تضعه على قميصك و على صدرك و على الوسادة
نسيت أنك ميت
أشتريت لك كمامة كي نضحك معا و أنت تضعها بسخرية فوق وجهك الغائب
نسيت أنك مت قبل أن تبلغ معي قصة الكورونا
فرحت لأنك في مأمن أكثر مني
أرجو أن يكون مأواك جيدا و مريحا
أنت أيها العزيز يا من تعلم كل الحقيقة
أرجو أن تفك لي اللغز قريبا
لم أختر نشأتي و حياتي
لم أختر عزلتي و انكساري
حتى السعادة الذي خذلت بها لم أخترها
انني أخطط لاختيار أبديتي و فنائي
يا ذاك المخدر العجيب أتسمعني؟
و أنت يا من تحبني و تخشى علي من الهلاك
اتركني و شأني دقيقة واحدة
إنني أعرف جيدا كيف أحضر و أغيب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى