محمد مزيد - الفتاة الاوكرانية..

دخلنا في الأنذار ،
نحن حماية الرئيس ،
ذلك لأن محظية أوكرانية ستدخل القصر بعد قليل .
لا أحد منا كان يعرف أين تقع أوكرانيا ..
نحن ملحان قادمون من أطراف القرى والأرياف البعيدة .
أكثرنا رشداً يشعر بالقلق ، لايهدأ له بال ،
توارينا في أمكنة يجب الا ترانا فيها تلك العاهرة الأوكرانية
شمس الغروب تنزوي خلف سياج القصر الرهيب .
في تلك الأثناء ، ونحن نترقب الحسناء القادمة من بلد الثلوج
دخلت سيارة المارسيدس السوداء المظللة ،
كنا ننظر من خلف نوافذ في حجرات القصر الكثيرة،
ننظر الى الباب الخلفي للسيارة الذي سيفتح بعد قليل ،
طال أنتظارنا كثيراً ، أحدنا كاد يثقب بنطاله بوسطه المتوتر ،
ولما أنفتح الباب ، ترجلت ..
فتاة بيضاء طويلة ذات شعر أشقر ترتدي ثوباً أبيض
لاحظنا إنها لاترتدي تحته إي شيء
النقيب الذي يأمرنا بكتم أنفاسنا ، أضطرب ،
رأيناها تسير بخفة ورشاقة نحو الباب الكبير،
دخلت الفتاة الأوكرانية الى القصر ولم نسمع لها إي صوت
سوى أيقاع كعبها العالي .
في الليل ، سمعنا المذيع يتلو بيان البيانات
أنتهت حرب الثماني سنوات
شعرنا جميعا ، حتى آمرنا النقيب المضطرب ،
أن الرئيس سعيد جدا لأنه وافق على نهاية الحرب ،
أنتهت الحرب ،
بعد مجيء الفتاة الأوكرانية.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى