سعيد كنيش - صناعة الرأي العام

في سنة 2003 أعلن الرئيس الامريكي بوش الابن، الحرب على العراق لأنه "بلد يملك السلاح النووي وله علاقة مع الارهاب الدولي". صعد وزير خارجيته كولن باول إلى منبر الأمم المتحدة مخاطبا العالم ليؤكد أقوال رئيسه. دعم الراي العام الامريكي بالحماس طبول وخطابات الحرب. وكان الذي يحرك الجوقة من الخلف هم شركات النفط العالمية والسلاح، وطبعا البنوك الكبرى في شارع "وول ستريت" في نيويورك.
حين انتهت الحملة العسكرية الامريكية التي دمرت العراق وسرقت كنوزه وقطعت أوصال شعبه إلى طوائف؛ اعترف كولن باول وزير الخارجية، أنه استخدم صورا متلاعبا بها كي يولد مشاعرا عند الجماهير مؤيدة للحرب.
في الولايات المتحدة الامريكية يسمى هذا النجاح في صناعة الراي العام، "بالعلاقات العامة"، وله وظيفة محترمة، تدرس في أرقى الجامعات الامريكية. يقوم أصحابها بتقديم المشورة لجميع الرؤساء في الولايات المتحدة ولأصحاب الشركات في "العالم المتحضر".
ملخص هذه الوظيفة العجيبة والمحترمة التي تدرس كما قلت في الجامعات الامريكية هو ما يلي: "إن الواقع ليس كما هو.. إنه ما أقوله لك". وبالاعتماد على التقنيات الحديثة في وسائل التواصل المتعددة وسطوة المال، أصبح من الممكن التلاعب بعقول الجماهير واقناع الناس أن يشتروا أي شيء من الصابون وماكينات الحلاقة وأحمر الشفاه...إلخ، إلى تسويق الحرب.
في هذه الايام، بدأت حمى الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، وارتفع الطلب على أصحاب هذه "الوظيفة العجيبة" لصناعة الرأي العام. وبدأت توضع وتعرض الخطط والاستراتيجيات. حتما سيكون الفائز في هذا السيرك من يقدم أحسن عرض ممكن لمنتوجه كما يقدم الصابون وماكينات الحلاقة وأحمر الشفاه ...إلخ

سعيد كنيش تمارة في 08/10/2020

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى