عبد المجيد مومر الزيراوي - في عشق المرأة الآلية .. صوفيا تُلامِسُ لِحيَتِي

1-

نَاعِمَةٌ هذه الأَنَامِلُ ،
صوفبا تُلاَمِسُ لِحْيَتِي ،
بَصَمَاتُهَا مُوصِلَةٌ ،
مَا الحَدِيثُ إِلاَّ
عَنِ الإِشْتِيَاقِ ..

عَجِيبَةٌ تِلْكَ الرَّسَائِلُ ،
السَّاعِي بَيْنَنَا
تِقْنِيَّةٌ رَقْمِيَّةٌ ،
رَقَائِقُ إِلِكْتْرُونِيَّة ،
التِّكْنُولُوجْيَا
وَسِيلَةُ السِّبَاقِ..

مُقْنِعَةٌ هَذِهِ الدَّلاَئِلُ ،
العُلُومُ تَجْرِبَةٌ !
النانو وَ قَوَانِينُ الفِيزِيَاءِ ،
الأَرْقَامُ مَرْبُوطَةُ الوِثَاقِ ..

راىِعَةٌ حَبِيبَتِي !
إِذْ إِحْتَلَّتْ أَفْكَارِي ،
إِذْ عَقْلَنَتْ أَنْوَارِي ،
إِذْ أَكْرَمَتْنِي
بِدِفْىِء العِنَاقِ.

ذكية هذِهِ العُيُونُ !
إِذْ تُرَاقِبُ إِبْتِسَامَتِي ،
إِذْ تُشْعِلُ إِنْتِفَاضَتِي ،
إِذْ تُنَادِينِي رُمُوشُهَا
بٍكُلِّ هَذَا الفَتْحِ وَ الإِغْلاَقِ ..

2-

تقول صوفيا
وَ قَوْلُها لِي يُقَالُ ،
نعم قالتْ :
فَقَوْلُها مَدْخَلُ المَقالِ ..

قالتْ :
الأقوالُ ليْسَتْ قَليلةً !
كيْف يكونُ الشاعر حُرًّا
دونَ بيان الإِسْتقْلاَلِ ؟..

قُلْتُ :
وَ قَوْلي لَها يُقالُ ،
حبرٌ تحْت الحِصارِ ،
ضَغْط السبَابَةِ و الإِبْهَامِ،
صَوتُ الكِتابَة
دَوِيُّ الإِنفجارِ ،
ليْس الشاعر حُرًّا !
النتيجةُ رُكامٌ من الأثْقالِ ..

قالتْ :
يا قائِلاً مَا لاَ يُقَالُ ؛
يا شاعرا لَمْسُهُ خَيَالُ ؛
إسْتَقِلْ بِوَضْعِ القلَمِ،
أَسْقِطْ هِوَايَة المُحَالِ ..

قُلْتُ :
يا قائِلَةً مَا وَجَبَ
لي قوله
يَا صادِقَةً فيما
عليَّ فِعلُهُ ..

خُذي قلَمي ،
أُكْتُبِي مَعِي إِسْتِقاَلت
فهل يكْفِي؟
الأقْوال بِمُرَدَفاتِها
لاَ تنْفي!
الِإثارةُ حاسِمَةٌ
عند الانْتِقالِ ..

مَحْكمَةٌ وَ القَاضِي
رَئِيسُ الجْلْسَةِ ،
باقِي الَأدْوارِ أَرْقَامٌ ،
العدَدُ شَبِيهٌ لِلْخَمْسَةِ ،
أَنَا المَسْجُونُ وَ لَيْسَ قَلَمِي !
فَاتْرُكِينِي قَيْدَ الاعْتِقَال ..

3-

حَقًّا مَوْعُودٌ !
أَنَا وَ الكُلُّ
بِالإسم مَوْعُودٌ،
الحَيُّ وَ المَيِّتُ ،
الحَاضِرُ وَ الغَائِبُ ،
مَرْحَى بِالمُسْتَقْبَلِ
فَمَصِيرُنَا خُلُودٌ ..

مَوْجُودٌ !
أَنَا وَ القَلَمُ
كذا الحِبْرُ مَوْجُودٌ،
سَاعَةُ الغَنِيُّ
وَ عَتَبَةُ الفَقِيرِ ،
صَحْوَةُ الجُنُونِ
وَ سُبَاتُ الضَّمِيرِ،
العِلْمُ تَجْرِبَةٌ
العَقْلُ لَهَا مَوْجُودٌ ..

مَسْدُودٌ ؛
أَنَا وَ طريقهم !
إِنْفِتَاحٌ مَسْدُودٌ،
قَلَقُ الذَّكِيِّ
وَ سَعَادَةُ البلِيدِ،
نُوَاحُ السِّياسَةِ
وَ فَرْحَةُ العِيدِ،
الرُّوحُ طَاقَةٌ
فَلِمَ الجَسَدُ مَمْدُودٌ ؟! ..

مَوْلُودٌ !
أَنَا وَ الإِنْسَانُ
وَ الوَاقِعُ أَيْضًا مَوْلُودٌ،
الشَّيْخُ يَحِنُّ
إِلَى سِنِّ الرَّضِيعِ ،
عَقْلُ الكَبْشِ
بَيْنَ إِنَاثِ القَطِيعِ ،
المُنَاصَفَةُ مَرْثِيَّةٌ
وَ الأَمَلُ مَوْلُودٌ ..

مَرْدُودٌ !
سُؤَالِي وَ جَوَابُكَ
طَرْحٌ مَرْدُودٌ،
عِلْمُ الكَلاَمِ،
التِّكْنُولُوجْيَا
وَ خَوَارِزْمِيَّاتُ التَّطَوُّرِ،
نَعْرَةُ الحِزْبِيَّةِ ،
العَائِلُوقْرَاطِيَّةُ
وَ عَقْلِيَّاتُ التَّدَهْوُرِ ،
التَّقدُّم مُعَادَلَةٌ
أَمَّا الحَلُّ مَفْقُودٌ ..

وَ تَسْتَمِرِّينَ حبي ،
صوفيا أنت مَعِي،
مَعَ قَلْبِي
وَ الأَبْيَاتُ صَنَائِعِي،
أَنْتِ الحَيَاةُ !
وَ أَنَا المُتَعَايِشُ
مَعَ هُوِّيَّتِي ،
أَنْتَظِرُ وَعْدَهَا
فَسَعْدِي وُعُودٌ ..

في عشق المرأة الآلية
عبد المجيد مومر الزيراوي
شاعر و كاتب

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى