مقتطف أحمد عمر شيخ - مقاطِعْ من رواية "الهشّْ"

إلى
مَنْ صبروا وثابروا ؟!
لَمْ يُثْنهمْ قهرٌ وفقدٌ وأوجاعْ
مِنّهمْ مَنْ قضى نَحْبَه !!
ومِنهمْ مَنْ ينتظِرْ


البلادُ نائِمه
لعنَ اللهُ مَنْ أيقظها


أنيمينيْ على الأوتارِ مِنْ زندكْ
ومَنْ غابوا وهُمْ عِندكْ
جذورُ شوامخ الماضيْ
وانقاضيْ
أنا راضيْ
هوى بلدي اليُنازعكِ
ينازعنيْ
نسائمُ عودتي فيكِ
وماعدنا
ولكن عادَ راوينا




- 1 -

- جئتُ البارحة من "الدوحه ".

قالتْ "ريحانه " تنظر إليه بشكل لم يغبْ عنه فحواه في الوهلة الأولى.

كانت الرغبة تفحُّ مِنْ أعماقها.

بدتْ أنثى عارية في كلِّ شيءْ .

- فرصة سعيده.

قالَ "صابر حجي صالح" يرتشفُ "الماكياتو" في كافتريا "موناليزا "وبدتْ "ريحانه " من الجرأة بحيث طلبتْ منه أن تجلس معه حين رأته وحيداً.

- هل تنتظر أحداً ؟!.

- أبداً تفضليْ.

ردَّ عليها وشهوة كامنة تعبثُ في مسامِهِ المقروره .

أدرَكَ حتماً بأنها ستكون من المرَّاتِ التي يختلُّ فيها هدوؤه وسكينته.

بدتْ" ريحانه"عاصفةً اقتحمته ,, لتواعده في ذات الليله :

- نتعشى سوياً..؟!.

مضيفة :

- هل أنتَ لوحدكْ ؟! أقصدْ !! هل توجد عائله ؟!.

تقلصتْ أساريرُ "صابر" :

- هناك طفلْ.

- والأمّْ ؟!.

-لا توجد أُمّْ .

-إذنْ اصطحبهُ معكْ .

هكذا قرَّرتْ دون أنْ تترك له فرصة للهروب ومقاومة مايعتمل فيه تجاهها.

بدا مخططها أقوى مِنْ أنْ يتخلص منه ,, وفي داخله هو أيضاً تأجَّجت رغبة أنْ ينالَ هذه الأنثى ,, وجسدها الأسمر الدائري البضّْ.

عربدتْ في خواطره مطارقُ مِنْ شهوةٍ سافره .

.......................................

تعشيا في مطعمِ" الخيمة " .

قالتْ أنها تسكن في منزل لوحدها ورثته عن أبويها بعد موتهما وتشغلهُ عندما تأتي في إجازة إلى "إرتريا".

.....

دلفا إلى المنزلْ.

الأثاثُ بسيط وأنيق ,,والنظافة باديةٌ عليه ,, ورائحة جميلة تنبعثُ مِنْ أرجاءِ البيتْ.

.........

- أحبُّ العود وأجلبه معي مِنْ " قطر",, وهو عود "صندل" ماركة معروفه.

قالت "ريحانه" تلمح إعجاب " صابر" بالمنزلْ .

أرادت أنْ تحكي له ,, أنْ تحكي وحسبْ.

- أحبُّ الاستمتاعَ بحياتيْ ,, تعبتْ ,, وجمعتُ النقودْ.

واصلتْ "ريحانه " وهي تعدُّ كوباً من الشايْ:

- هل يمكن أنْ أدخِّن سيجاره ؟!.

سألته وناولته أخرى :

-هل تمانع..؟!

مضيفةُ :

- أنتم الرِّجال لاتعجبكم النساء المدخِّناتْ ,, حتى وإنْ كنتمْ مُدخنينْ!! .

- لستُ مِنْ هؤلاءْ .

قال " صابر".

- وهذا مُريح في التعاملْ .

صمتتْ برهة وقالتْ:

- هو ماتراءى لي عندما لمحتك أول مرَّة جالساً .

وبعد سكوتْ :

- تبدو راقياً ؟!.

همستْ :

- نشربْ إذنْ.

وبعد برهةٍ من الصمتْ :

- ماتشتهي ؟ "ويسكي" "بيرا" " فودكا" ,, كلُّه موجود ؟!.

- لنْ أشربْ .

قالْ " صابر" .

- عشان خاطريْ ؟؟.

أضافتْ بغنجٍ ظاهرْ :

- دعنا نبتهجْ !! .

- تركتُ هذا الأمر منذُ وقت ,, اعفيني من الشَّرابْ يا " ...... "..!!

- اسمي " ريحانه ".

- طيب يا.. " ريحانه " أنا " صابر" .

وضعَتْ كأسين وزجاجة " ويسكيْ" على الطاولة , وناولته كأساً وراحا يشربانْ.

...

غامتْ أوتارُ الحكاية وماجتْ حنايا " صابر" بأوجاع العمر وهو يضحك في هستيريا انتقلتْ إلى " ريحانه" وهي تداعب شعره بأناملها البضَّه .

.......

غفا "أمان" ,, فحملته إلى حجرةٍ واضعةً إياه على سرير وغطته ببطانية لتعود إلى الصالونْ.

.....

دلفتْ " ريحانه" إلى غرفة داخليَّة أخرى وعادتْ لتعطيهِ " بيجاما " .

- خدْ راحتكْ.

قالتْ وعينيها تشتهيانه أنْ يطأها بعنفٍ وحنو ولهفه .

- تزوجتُ صغيرة.. وطُلِّقتْ .

قالتْ :

- كنتُ فائرة في السابعة عشر وكان قزماً وهزيلاً إلى حدِّ المرض ,, وغنياً أيضاً ,, وماذا يفيد المال والجسدُ ظمآن؟!.

أحمد عمر شيخ

مقاطِعْ من رواية "الهشّْ"



1602581271753.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى