عبدالعزيز فهمي - محض اقتراحات...

ثلاثة نصوص لك
I
هل تخيلت أن تكون قصيدة
في فم شاعرة؟
شاعرة تتقن النطق
بأدوات الجر
وحروف العلة
تجعلك مضافا دائما إلى عطرها
تضع خلف كل كلمة تقولها
شرطا

وقَبْل أن تقبل بك أغنية
تضع جيشا من
أفعال الأمر
وسلة من بيض النهي
وحين تشكل صورة لك
من تضارب الأبيض والأسود
حول أهمية الرموش في القصيدة
تعلق كالجدات في القرى
تعلق تعويذات على مبسم السؤال
تَحْبِكُ لكَ تشبيها لا وجه شبه
يقبل تجاعيده
فيبقى أسير قناعه
شاعرة تقرأ في كف اللغة
ما يخفيه المبنى
حين يفشي البيان حيرة البرهان
في جمل مصابة بسكر المعنى
في حانة العرفان الغاصة
بشرود الذاكرة
فتجعل من إيقاع الخبب
لحنا يناسب الرقص معك
تشعل النار في أوصالك
تنسحب في تورية قزحية الأقنعة
تتركك تحت أقدام استعارة مجنونة
يحتويك مجاز
ينزاح عنك
إلى غيرك الذي يسكنك..
II
هل جربت أن تكسر مرآتك؟
فتبحث عنك في الشظايا
تعيد تشكيل وجهك على مزاجك
تضع مكان فمك أذنيك
ومكان أذنيك أذنيك
لا حاجة لك بالفم
فبدون الكلام
تصبح إنسانا سعيدا
تغرد الطير في عش شيبك
فتطير كظل
تبتعد عنك
وتقترب منك
حسب بريق عينيك...
III
هل جربت أن تكرهك
ولو لوقت قصير
كلما وافقت على شيء
لا تريده
ورغم ذلك توافق عليه
وأنت تبتسم
كمعتوه فقد بلادته
نصيحة ستساعدك
على تجاوز محنة عذاب ضميرك
المتصل حين ينفصل
حين تصاب بحالة كرهك لك
كهذه
غيِّر قبعة "الدجين" التي تضعها على رأسك
لمدة أسبوع أو أكثر
بقبعة من الصوف الأبيض اللون
ستتخلص مما يعتريك
من أفكار سوداء
فتتخلص منك
ومن حالتك ...
عزيز فهمي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى