الرجلُ الذي هزمه الحنين إليك!

الرجل الذي مات دون أن يدري!
لعب ضد نفسه الشطرنج إلى آخر هزيمة ممكنة
عاش بين الأبيض والأسود
يبحث عن لونٍ لايموت
ولا يخاف من النهاية
لعب مع نفسه الشطرنج
وهزم ظله مرتين
مرةً لينسى الخطأ الذي جاء به إلى هذا العالم
ومرةً لينتصر على خوفه من الغد
انتصر على حزنه مرةً واحدة
وخسر مرتين
مرةً أمام اللاشيء
ومرةً أمام الحب
كان يعرف أن العمر لعبة نرد
وأن اللحظة الأولى من الكون
كانت نقلة سأم
وبعد عمرٍ شاق أثخنته المسافات
تخلَّص من الاحتمالات البيضاء
و فكَّ حصار الذكريات
قرر أن ينجو من لعبة الوهم البطيء
لم يكن يعرف أن الحب رقعة ندم مليئةٌ بالبقع البلهاء
كسر دائرة التكرار
وعاد إلى خلف صفوف العدو
إلى ما بعد ظله قليلا
وكبيدقٍ تائه ٍ
قرر أن يموت خارج قلعة الوقت
قبل أن يقتله الملل
أو يموت بالتكرار.
قرر أن يلعب ضد نفسه النقلة الأخيرة.
الرجل الذي كان أنا
الرجل الذي عاش يلعب على نفسه كثيرا
ويحبك بلا نهاية
ويحيك المؤامرات على قلبه
بمواجهة زحف عينيك
الرجل الذي تعب من هجوم الجهات عليه
الرجل الذي حاول أن يقتل الفراغ بالحب
الرجل الذي صار صيدا سهلاً للاشيء
هزم الخواء أخيرا
وقرر أن يموت كجنديٍ مجهول
دفاعا عن المجهول ذاته
لا دفاعا عن عِرْض المستحيل
ولا نكايةً بالأبد
ولا طمعا ببريق التاج
الرجل الذي بين الأسود والأبيض عاش وحيدا
هزمه الحنين إليك
ومات على حدود اللاشيء

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى