نهى الطرانيسي - عصير الرمان.. قصة قصيرة

أسمر اللون.. طبقات جلد غليظة، عروق بارزة من أقدام أنّتْ من الإنهاك والتمني، اتكأ الجسد على الحائط، وأطرقت الرأس بين الكفين ترجو تغير الحال.

يلبي النداء مسرعًا، وإن كلفه ذلك حياته.. بمركز صحي يجلس منتظرًا على سرير، ليأتيه صاحب النداء مُحييًا إياه بكلمات مكررة لم تزد ولم تقل عن المرة السابقة، تخرج تلك الكلمات من بين أسنانه الصفراء المشبعة بالتدخين والنهم.

ما كان من ذلك المستلقي إلا السمع والطاعة، أخذ نفَسًا عميقًا لتيسير دخول الأنبوب في ذراعه، وجريان الدم متدفقًا قانيًا داخل الكيس، وهو يتألم.

دموع هادئة تتدحرج ببطء على جانبي الوجنتين النحيلتين والوجه الشاحب.. وأمام العينين يبدو المشهد سيرياليًّا.. انتهت المهمة، لم يستطع الجلوس.. نصحه صاحب النفَس الأصفر بشرب كثير من عصير الرمان حتى يعوّض ما فقده، ويستطيع طلبه مرة أخرى... غمز له معطيًا إياه بضعة جنيهات بكفّه التي لم يستطع إطباقها من شدة رجفتها.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى