محمود شاهين - الانسان جزء فاعل في المنظومة الكونية .

تعقيب على تساؤل: هل كل شيء موجود منذ الأصل؟
شاهينيات 1452

المسألة مسألة استنباط.. فالنظرية النسبية ليست انتاجا آينشتانيا بقدر ما هي استنباط من عمل القائم بالخلق أو الطبيعة أو الله إن شئتم . وهذا الامر ينطبق على العلوم والفنون .. غير أن ذلك لا يلغي دور الانسان كجزء فاعل وأساسي في المنظومة الكونية ، ينبغي عليه العمل ضمن هذه المنظومة لتحقيق قدر من الغايات المنشودة للقائم بالخلق ، وهي بالتأكيد بناء حضارة انسانية يتحقق فيها أكبر قدر من العدل والخير والمحبة والجمال.
***
1453
مشكلة البشرية مع الدين بخصوصيته الإلهية مشكلة ما تزال قائمة في معظم المجتمعات البشرية حتى الشيوعية منها ،فالبشر في حاجة إلى إله حتى لو لم يكن لديه دين ، لذلك جعلت من إمكانية أن تكون الطاقة إلها عقلانيا أو تقبل بألوهية ما ، أمرا ممكنا ، لإدراكي لهذه الحقيقة ، فهاجمني الماديون والعلمانيون بأنني عدت إلى المثالية ولم أتخلص من فكرة الإله .. والحقيقة أن فكرة الإله بحد ذاتها عندي ليست مشكلة ، المشكلة تكمن في ماهية الإله وجوهره ، فهل هو كائن مطلق القدرة ، وهل هو خيراني ، وما غايته من وجودنا ومن الوجود نفسه، وكيف تتم عملية الخلق ؟ وهذا ما ركزت عليه ، بحيث خلقت مفهوما انسانيا معاصرا للإله يتناقض بالمطلق مع كل المفاهيم السابقة.
***
1454

المنتديات والمواقع الإلحادية والعلمانية والتنويرية والنقدية التي تنتشر بكثرة على شبكة النت ، ضرورة للتأسيس لمواجهة حتمية مع جمود وتعصب واستغلال الفكر الديني ، الذي باتت المجتمعات العربية والاسلامية ترزح تحته ، مما قد يساهم في البدء بنهضة تلحق هذه الأمم بركب العصر ، بعد أن أوصلتها انقلابات الأحزاب القومية وغير القومية من دينية وطائفية وعائلية وعشائرية وقبلية وغيرها إلى الحضيض ، الذي لا بد من الخروج منه ، وإلا فالإنقراض مصيرها .
****
1455
إذا لم يكن للوجود غاية ، ينبغي علينا أن نفكر في إيجاد غايات نبيلة وإنسانية له ، كوننا نشكل الجزء الأهم فيه ، وأرقى ما توصل إليه في عملية الخلق . ولا أظن أن هذا الوجود أو جدنا إلا لهذه الغاية . وإذا كنا قد فكرنا في أن الغاية من وجودنا ، هي إقامة حضارة انسانية تتحقق فيها قيم الخير والعدل والمحبة والجمال، فإن ذلك بالتأكيد أصبح غاية يسعى إليها الوجود ، لتجب كل ما قبلها من غايات سعى إليها الوجود نفسه ، بما في ذلك عبادته وخدمته والصلاة له !!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى