مها سليمان - عنادُ القَدر

قد اعاند القدر
لولا سرّ هذا الوجوم
الّذي أطاح بجمال الحياة
وأطبق عليه الجفون
دمعاتي أخفقت في انسيابها
على ضفاف الأمل
من اغتال جمال الرّوح
واستباح نعمة العاشقين
على مذبح القهر والعَوَز
أسياد لا تنام إلّا والرّغيف
وسادتها
تتوسد مفاتن الطّبيعة
وتلتحف الثّمار الّتي أضحت
على واجهات الصّاغة
تُكال بميزان لاعدل فيه
لا تُرسلُ الشمس أشعّتها
لِمَن لا حصّة لهم في الأرض
ولا مأوى في الفضاء الرّحبِ
أقول لِمن رَقَدوا هنيئاً لكم
أنتم الأولى بالمعروف
موطن القهر والحلم
على قارعة الطرقات
موطن الثمار الّتي لا تُؤكل
لمذاقها المرّ
كم طائرٌ حلَّقَ في سمائنا
وحجبته الغيوم الدّاكنة
لا تمطر سوى ذرّات الرّماد
وبقاياً من رفاة المعذّبين
وعلى الأرض السّلام
كقهوة مذاقها كسر حدّة البال
على أمل النّفس الأخير
في يوم مّا قد أشكو إلى الله
هذا الألم الكبير
كالموت حين اشتهاء فاكهة الجنّة
والقمح يتمايلُ في حقول الأسياد
الخواء يسكر القلب ويدمي الرّوح
ليتني أزرعُ بذور الأمل
ولكن هيهات أن تنبت في تربتنا
الموجعة
احلم بالنّجوم مع نسمات الرّبيع
وحرّ الصّيف
وبرودة الشتاء
ريثما أتدارك آخر ورقةٍ
في ظل الخريف القادم
أعشق الحياة
والموت القادم من حيث لا أدري
ليكتب على ضريحي حلمي
الّذي لم يتحقّق حتّى
في معبد الوجدان

مها سليمان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى