محمد عبدالعزيز أحمد (محمد ود عزوز) - الى فتاة

الى صديقتي الانيقة جداً
الى فتاة
تجلس على انحناء مرضي لحرف علة ، تشخصه حتى تنتهي علته
ويتحول لحرف غزل
الفتاة المدينة
مواليد بحر مُصاب برعشة اتجاه الموج
مواليد اعشاب بحرية اغوتها الرمال فخرجت تتسول الضفة بعض الصدف
فكانت انثى من عشب
وشيئا من البياض الضبابي
صديقتي
اللطيفة كحبيبات المطر حين تنقر نافذة عاشقة بللها انتظار غائب
المُربكة ككناية اخطأت المعنى واصابت قصيدة جريحة بابداع غير متعمد
الى فوضاكِ الكارثية ، الابنوسية التي تنام تفترش مساحات من العبير المتجمد في مشهد هودج ملكي
اقول كما تقول العرافات في المُدن القديمة ، حين يغوين الألهة بعطورهن فيكشفن لهن اسرار الارض
والحروب ، وقصص الحب وليدة المُصادفات الغبية
كما يحدث حين ترمي مشعوذة لطيفة " الودع " وتخبرنا كم مرة سنُقتل في حضن اُنثى
او في صدام نيزك مع حُلم لطيف خرج عبر فتحة الانف ليتنفس بعض السراب
اقول لكِ
يُمكنك إن تفعليها
اجل
في هذه الفوضى التي تقذفنا نحو الخراب ، ونحو حقول النسيان ، كفارغ رصاص ، او ككلمات فائضة عن الدفاتر ، او كأشياء تفتقر المعنى والمدلول
يُمكنك إن تكتبي قصيدتك هنا
على هذا الرماد
تبصقين في الطرق التي جرحت ذاكرتك باشخاص عابرين ، وعصافير غشوا اغصانك ثم تجاوزوها نحو جدران سيئة الرطوبة
يُمكنك إن تهمسي في اذن الهواء " كن " لتخرج عصافير من براثن الضباب ، تحلق وتقذفك بجميل الهديل
تكسرين اظافر الحنين ، حين تتعبكِ خدوشها
ثم تُحولين تلك الأظافر لأقلام وتكتبين قدرك / كما تشتهي قصيدتك الحُلم
سجينة الأرق الليلي
والذكريات ذات النزعة المتطفلة ، تلك التي تقتحم ثياب النوم وتدهنها بالقلق والسهر وشيء من التذمر الصامت
يا ابنة النيل ، العتمة المُصابة بضعف ذاكرة ، الاغنيات التي هزمت الالحان في عقر صخبها
كناي يُحاور حقلاً من الذرة ، ويرسل له التحايا مثقوبة اللهجة ، ومجروحة الحنين
كانت المدينة اضيق من ثقب اُذنك ، ذاك الذي تلجه الاقراص بصعوبة ، كانت اضيق من كلمات العزاء في تأبين من سقطوا عرضياً في معارك اخرين
ورغم ذلك
كنتِ تبتسمين في وجه ضيق الاحتمالات
ليتمدد مُدنا فصيحة الجغرافيا ، مُرتبة الازقة والسكارى الثرثارين
صديقتي
كما اخبرتك من قبل ، المفردة اغبى من ان تتهور في منازلة ضد عينيكِ التي تمطرنا بطرق مُسفلته باحتمال الندى والزهور مشرقة الابتسامة
يا مُشرقة الابتسامة

# عزوز

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى