تامر أنور - كيف سأبدأُ النصَّ؟

كيف سأبدأُ النصَّ
بغيرِ سؤالٍ كهذا
«كيف سأبدأُ النصَّ؟»
لا أحدَ يُحبُّنا هنا يا عزيزتي
لو أملِكُ من الأمرِ شيئًا
لجعلت حياتي سُرادِقَ عزاء
أبكي به وحدي!
بدلًا من حفلٍ لم أدعُ به أحدًا من الحاضرين
- لا أحدَ يُحبُّنا هنا يا عزيزتي -
دعينا نُبهِرُهم قليلًا
فلنبدأ فقرةَ الساحرِ...
سأُخرِجُ من قُبَّعتي
صورةَ أبي الّتي ألقاها إخوتُهُ في الجُبِّ
والذئبَ الذي أحضروه يوم مولدي
ولم يأكلْني بعد!
سأُخرِجُ اللُّعَبَ الّتي سرقها منِّي من كانوا أصدقاءَ الطفولةِ
والفتاةَ الأولى الّتي وضعتُها في الصندوقِ
وفشلتُ في تمزيقِ أوصالها
فتحوّلتْ لأُخرياتٍ تَرَكْنَ صندوقَ الساحرِ ليُجالسن زبائنَ البارِ...
"لا أحدَ يُحبُّني هنا"
حتّى أنتِ!
يُمكنكِ ملءُ استمارةِ عضويَّةٍ
والانضمامُ لهُم...
المشروباتُ هُنا مجانيّةٌ يا عزيزتي...
- الرحلاتُ إلى قبري كذلك -
ريثما أجدُ صُندُوقًا صغيرًا
يُلائمُكِ...
سأُخرِجُ الخناجرَ الّتي ألقاها أصدقائي على صورتي
وأعقابَ سجائرَ أطفأوها في قصائدي
وسادةً تركتُها تحت الغطاءِ وطعنوها بالخطأِ

كيف سأُنهي نصًّا كهذا دون رصاصةٍ طائشةٍ
ما زلتُ أبحث عنها داخل القُبَّعةِ؟!


تامر أنور _مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى