كريم أيوب - حين أكون النهر

كي أكون الحب
أحيا كما ينمو الظلام في جفن الضرير
ذاك قلبي الذي يسقط مثل الماء الغزير
أكون للأرض كل ألوان الهجير

كي أكون المدينة
أجمع بقايا الدمار بأحجارها عقيدة
أنام فوق الحصى وهو الربيع في أخيلة بعيدة
ألمس خديها، أودع الجبل والعصافير الرغيدة

كي أكون النهر
أسير ملفوظا من أعالي الجبال
أسقط كما المطر على رؤوس التلال
ألتهم بقايا الأرض، لأموت، مثل الظلال

كي أكون ذاتي
أحمل كل الرقاد الغابر في أكف من يباب
أكون لونا عديما من لفحات الخراب
أنتظر ارتواء الجذلى من بقايا السحاب

كي أكون الوجود
أكون بذرة بلا أرض والسماء
يجوس فكري إلى وطن من هباء
تغدو كل أحلامي شرارات من شقاء

كي أكون النهوض
يفنى الرقاد وأحيا في نماء
ليس لي غير أكوام من بقاء
أمشي ويسقط مني ما تبقى من عزاء

كي أكون السقوط
ألوح للشمس أن تحرق ما تبقى من خطاب
ذاك قلب التائه في سماء الاغتراب
أهوي كما طرس الخريف وماء الهضاب

كي أكون الصخر
أشكو قسوة الماء والربيع والعروبة
أكون الرطب وحدي في بلاد العقوبة
أنجب الزلال والينابيع وكل العذوبة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى