مهند صلاح - رحلة بإتجاه الحقيقة

في الصباح
يغتسل الجندي بأسماء القتلى
و يمرر يده
على شفاه المدن ؛
بينما لا تزال ( العجلات المفخخة )
تستيقظ على دمائنا ،
و هي تستمتع
بأشلائنا المبعثرة ..
عند المغتسل
وضعت ( أم نصير )
يد إبنها اليسرى
و بعضا من قدميه
و ما تبقى من رأسه ،
و هي تردد
( جم دللول الولد يبني كلتها
أحسها تكطعت لمن صحتها
يبني شلون أحاجيك
و انت بلايه رجليك
توكف على جروحي الفاركتها ) .
ينزل ( الدفان )
الاشلاء نحو القبر
و يبدأ بإلقاء تعويذة الرحيل ؛
إسمع يا نصير
لو سألك الملكان الصالحان
عن قتلة الحسين
فقل
إنهم يسيرون على جثثنا حتى الآن
و يعتصرون رمق أطفالنا
كي يخرجوا بالكثير من الأرصدة
في المصارف الدولية ؛
لو سألاك عن سهم ( عبد الله الرضيع )
قل إنهم
ما زالوا يزعونه في نحر مدارسنا
فيخرج من نحر طلبتنا كما التيه ؛
لو سألاك عن ( زينب )
قل إنها
تجوب الشوارع
لتحصي عدد
المشردين
و النازحين
و الفقراء ؛
لو سألاك عن ( العباس )
قل إنه
يقف مع الأمهات
على دكة الموت
فيخرج أبناءهن من دجلة
و يسقيهم إكسير الخلود .
لو سألاك عن ( الحسين )
قل إنهم يقتلونه في قلوبنا
فتخضر أوردتنا
لتنمو كربلاء ؛
لو سألاك عن ( يزيد )
قل لهما
قد صار مستنسخا
و أن البلاد
تدمن إنجابه على عتبات عقولنا
فتصبح منازلنا بلا أبوابها ؛
لو سألاك عن ( العراق )
قل إنه
يجيد تدوير الطغاة ؛
يجمعهم من ( المزابل )
و يعيد تشكيلهم بوجوه جديدة ..
يحاولون رمي التراب
فيسمعون أحداهن و هي تصرخ
لا تدفنوه !!
إحدى قدميه لإبنها ،
اذ بالخطأ قد جمعوا الاشلاء .
لا تعجبوا
بعض القبور سلالة
من فيضها
تعيش
كربلاء ...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى