صلاح عبد العزيز - فى رثاء ماهر نصر..

كأنما عزاء خاص لا يدلك عليه غير الموت فى طرق تعرت من ريشها ومن ورق الشجر كمناورة حربية أو تاريخ معلق لشخص اعتبارى ،،، كرجل عائد من عزلته أكثر حبا للحياة ،،، الضاحك عندما يبكى حيث لا تستطيع التمسك بشئ ،،، والباكى عندما يضحك يمضى بتلك النظرة فى حفل تتجدد فيها العداوات ، الراحلون فى جسد الأرض يتنفسهم التراب والديدان ورائحة الموت ، الأكثر حبا للحياة عليه أن يحذف ابتسامته لعدة مرات كما لو كان فى جنازة عائلية ، كما لو كان حزينا ،
وها أنت أيها الشاعر ما بين نهديها ،،،
تلك القصائد ،،، وأنت صانع الخديعة صانع البهجة - يا صاحبى - متأنق فى البياض لمتأنقات فى البياض ،،.. خلعن ملبسهن الريش كسرب بلاشون يحتفل بك فلا تمش - أيها الشاعر - فى طرق يفترشها البكاء ولا تدخل عزاء حتى لا يتعرف عليك الموت ،.
يا صاحبى
تحت ريش البلاشون يتمدد السواد
لو نزعت أديم الأرض تجد السواد
لو نزعت ألحفة الأشجار ، قشرة الكون ، خريطة الوطن ، لون السماء ، أزرق عينيها ،
كانطفاء الضوء كدفع مصاريف جنازة - أيتها القصائد - حيث لا شمس ولا قمر فى سلة الفضاء ، وكما يحصدنا الموت - لم يكن أسود تماما بكاؤكن - أينما ذهبتن تتركن أرواحكن كالنائحات ، كطيور كالبلاشون ،،، كنت أشبهك تماما كما لو أن ملاكا فى ملابسى . حيث تستطيع الدخول لن تكشف عن نفسك فى مكانك . ستظل تنغسك الأراضى البعيدة البعيدة بكبريائها والتى نمت عليها سنديانة أيامك حان وقتها للقطع وحان أن تظل بعيدا بعيدا ،،،،،،،
أيها الشاعر..........
على قارعة الطريق نسيت ضحكتك يا ماهر وحين توزعت على العالم صار ضاحكا كبيرا لأنك ذهبت فى الطريق الذى لا يود أن يذهب فيه أحد .
على قارعة الطريق تركت نهرا من ابتسامات لا حزن بها سوى أنك عندما رحلت تركت السمرة النيلية المحببة تضئ .
الوقوف دائما يكون هكذا والضحك دائما يكون هكذا والابتسامة هكذا وحتى فى الموت تكون هكذا . ضاحكا مبتسما .
وانت ابن النهر المبارك ابن السماء ولعلك فى سيرك السريع أنهكت عقولنا وأقدامنا الغير صالحة لسفرك الأخير .
كنا مجهدين كجبناء لا نواجه غير الحياة ولا نعيش غير الدسائس كم كان يحبك الموت ولا يحبنا فى انتقائك كهدية ينتقينا واحدا واحدا غير أنك الذاهب برغبتك .
كم أنت شجاع ياصديقى ألست القائل :
" وأعلقَ جثثاً سابقة ًلي ،
و نُسخاً مقبلةً من قلبي "
حيث لا يوجد شعراء منشدون أعرف الآن كيف تلوث العالم بقصائدهم اللعينة وأعرف أننى قادم إليك غدا.....

صلاح عبد العزيز - مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى