زكريا الشيخ أحمد - ليتَني كنْتُ مطراً

ليتَني كنْتُ مطراً
شيءٌ ما يتساقط معَ المطرِ ؛
ربما هو دموعٌ
أو ربما هو تِلْكُمُ التنهيداتُ التي تتدفقُ منْ صدورِنا .
ربما هو فجرٌ ننتظرُهُ
أو خساراتُنا المكثفةُ .
آهٍ لو أعرفُ بماذا يفكرُ المطرُ .
ربما المطرُ لا يفكرُ ؛
يرسمُ ربما
و ربما يعزفُ ؛
أَسمعُهُ يعزفُ كلَّ المقاماتِ
هل تسمعونَ ذلِكَ ؟
آهٍ لو أعرفُ كيفَ يعزفُ المطرُ
كلَّ المقاماتِ في وقتٍ واحدٍ .
ليتَني كنْتُ مطراً !
حتى لو كانَ ذلِكَ ليومٍ واحدٍ
أو لساعةٍ واحدةٍ فقط .
أيها المطرُ اِهْطِلْ .
لا تتوقفْ .
اِهْطِلْ و ازلِ الحزنَ عنِ الأرواحِ المتعبةِ ، الضائعةِ ، المعذبةِ و الطيبةِ ؛
بقوةٍ اِهْطِلْ؛ بغزارةٍ اِهْطِلْ .
لنْ أنامَ هذِهِ الليلةَ .
لنْ أتركَكَ تبكي وحيداً في غربتِكَ الدائمةِ .
اِهْطِلْ أيها المطرُ !
اِجْعَلِ الأرضَ ترتجفُ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى