سلمان داود محمّد - نثرنة الصنم.. شعر

نعم…
يوجد صقر يَتَرَسَّخُ في الرايات
ويَهُزُّ الكتفين خلال الريح..
يوجد مسك يشذب النهر من وعول..،
ومخطوطات غرستها الأختام في الطمث..
توجد محظيات لنمور يتراسلن نعاجاً
والرعاة بريد..
يوجد –لا شيء- يبني أعشاشاً لسراب..،
وطراز من شبان منقوصين بزلة بوم…

الوقت شباط
والناس قطط
فارفس يا “نثرن قال” بعصفورك ما يجري
لعلك تغرف من جيب الكنغر ناموساً للقفز..
كنتَ ضليعاً بسراج
تمضغ في بستان الذل بصيصاً
وتئن مرايا
فتكسو يتامى النور بصبح أسمر
كنتَ أخاً لشقائق ضيعها النعمان
وكفَّ زبيب لملاك مطرود
وتسأل بعدئذ:
-كيف اقترن الميزان بهزة كلب..؟..
أصحابك –لحظة ذاك- خنازير أخوية
ودليلك بغل
يُتَرْجِمُ للفينيق أساليب الطيران
فانشطرت بفتاوى الإرث أبابيلك
وابتهجتْ أثناء القسمة أفيال وعروش…

أهداك الحَطَّابُ مناديل وداع
ودندن فأساً في عيد الشجرة
كان الطوفان لبوناً
يرضع من دمعتك الدرس
فلماذا تهدر مسمارك في زورق نوح؟…
*النكبة مجاناً:- رطنَ الهدهد
*والهمس بلا ترخيص:- غمزَ البطريق

فتكاثرْ مثل ضغائن
إسْعِفْ سرطانك بالذرة كـ “هيروشيما”
وقل:
-طردونا من ورشة “لا تحصوا القتلى أمواتاً”
بل قذفوا في صبح الأهل كهولتنا وانتزعوا سيارات
هكذا.. لم تعد اليابان كما يجب…

صار البهتان يبيض أساقفة
وأمك المدعوكة في منتصف الدرب تسمى “باتا”
تتمزبل تحت الأنواء
تبحث عن قبعة الرازح تحت بيوض “التوماهوك”
عن دوارق تضميد تساوم جرحى، فانمسخت جزمات
عن سرقات السادن “كيشوانوس” (13)
وعن خرطوم مياه لا يبكي
شاخت من إنجاب صحون وسلالات أباريقٍ وشجون
ثم انتشرت في توديع الإسكافي حفاة…
لأمك “باتا” أزواج شَفَّافُون
ماتوا هلعاً من فرط العادة بشواء البلوط
لها تل دموع لبلاد كالذكرى
وسرب حمير يتثعلب من برج الثور
تعلن عن صلبان للمغتربين بسعر القش
وعن محروثات –بالتقسيط الفقهي- خلال الوحشة

أحياناً تتقصى عن آلهة بمظليين
فانجرحت حينئذ “بغددة” (14) وانفرط الأصحاب
وأحياناً توصي المطبخ أن يتعقل
خشية أن تدهس حادلة الـ UN “زعاطيط” (15) الله.،
حصتها من تركات البحر
زجاجات مترعة بمكاتيب
ووداد خدشته العملة يدعى (إسمكَ)
ليس سواك إذن ما يمكث
فاربط بحبال الشك سماواتك
واسترق السمعة من –حرف الجر-
بعد تلاوة شيء من هذا القبيل:
-بسم الله الرحمن الرحيم
عزيزي المهادن
هذه “علكة الأمل”
صحيّة ومثلى..
تُعَقِّمُ أسنانك من عرج الإلتماس
وتحمي اللفظة من بذخ النقرس..

خذ علامة “الكرسي” مثالاً
سترى الكواسر تفصح عن أثدائها
ويهزج الوهن..
تخلع أنفك من أحذية الزهور
متوغلاً كـ “فلان”
تحدد النسل بالديناميت
وتستورد ساحات للعب…
وهذه علامة “الرَقَّاص”
مذاق لذوي الأسى
خذها…
سترى الـ “بك بن” لا تشير إليك
وأنت تطحن الأعوام تحت إبطك الوحيد
وتطعم العقارب…
وهذه علامة “الهَمْ ألكتريك”
بنكهة تستدرج الأمم
وتبث الأحزان وراء الحدود

فتكشف عمن يسوسن الجيفة
وتقهقه دامعاً:- يحيا الغزاة…
كل هذا في “علكة الأمل”
فانفرد بها
وعش
بلا آخرين…

4/ تموز/ 199



أعلى