د. أحمد جمعه - ربما عاما أو عامين.. ويكبر سنّكِ:

ربما عاما أو عامين..
ويكبر سنّكِ:
الوقت بطيء جدًا
أنوثتك عبء ثقيل عليكِ
والليلة الواحدة على السرير
تكلفكِ شهرًا
من ألم المفاصل،
الأبناء أنانيون لدرجة
يصعب معها التصديق بأنهم
من بطنكِ،
العمل حمل إضافي
لكن لا مفر منه لسد احتياجات البيت،
البيت الذي يصبح
ضائقا به عمركِ وقلبكِ
بينما تقدُم إليكِ من زواياه الذكريات
والتي لا تحمل لكِ
إلا ندمًا،
الأصدقاء يتساقطون واحدًا تلو الواحد
في خريف العمر
وتصيب رأسكِ المكدّس بالصداع
المخاوف؛
أبناؤك الذين لن تتركي لهم رصيدًا
يؤمّن لهم حياتهم
رغم أنانيتهم المؤلمة،
زوجكِ الذي تنكّر للسنوات
وبات يكتب قصائد
للصبايا،
جسدكِ الذي ربما يصير
ذات عشاء
وجبة خفيفة للسرطان.
ربما عاما أو عامين..
ويكبر سنّكِ:
الشعر ملجأ قديم ويوشك أن يتهاوى
لكنّه أكثر أمانًا وراحةً
من العائلة
من المطبخ الذي قضيت فيه
ثلاثة عقود،
الصداقات الإلكترونية، ربما الحب
يفتح نافذة
-كان قد أغلقها الواقع منذ زمن-
على قلبكِ
وروحكِ التي باتت أعشاش
غرابيب،
تجدين الحب
الذي حلمت به فتاة مراهقة وحالمة
تقبع داخلكِ لا زالت،
تسافرين عبر الحروف أحيانًا
إلى جنسٍ مرغوبٍ
يسد الشقوق التي أحدثها الحرمان
في جسدكِ المتهدل
ويصل بكِ إلى سادس النشوات.
ربما عامًا أو عامين..
وتصبحين امرأة كبيرة:
السراب حقيقتها التي لا غيرها
لسد عطش
الأحلام!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى