مروى بديدة - ثمة من يحبك..

ثمة من يحبك و لا يخبرك و لا يدعوك على العشاء و لا يكثر معك المواعيد و هو بالكاد يظهر لك أو حتى يخطط للقياك. لكنه يبني لك نزلا بين عينيه و في قلبه و لياليه و أيامه.
و وقتما "تحك الركب" تهرع اليه و يهرع اليك و يكون لك لحما و عظما و عمودا فقريا تقف عليه بخيرك و شرورك و انتصاراتك و هزائمك و تمرك و "صيشك" .
هذا الذي يحبك....
ثمة من لا يطيقك ، من يكرهك و من يحقد عليك فتراه يكثر من المواعيد و يبالغ في الصحبة و العطايا و الوصايا و يدعوك الى طاولته و شرابه و لكن على الأغلب انه لن يدخلك بيته.... هذا يحصل بندرة .
لا أحد يرغب في ادخال غريمه الى البيت و الغرفة الخاصة به.
وان حصل فهو واصل الى قمة سخطه عليك.
ان الالتصاق بينك و بين من لا يطيقك قد يصل الى التوأمة . حينما تضمحل عظمتك في عينه و تكثر هفواتك و يأتي وقت حالك على نهاراتك لن يكون حاضرا معك...هو فقط اراد ملازمتك ليشهد سقوطك و لن يرفعك بشيء
ان بهرج المحبة الكاذبة يؤذي و يجرح و يهين.
ان هذه الامور معقدة بالشكل الذي يجعل من الاعداء في ثوب الأحبة .
لكن الزمن هذا الصامت المهيب يقشر المعادن و يفضح المكامن .
انني فعلا أحزن على مطلع العداوة من الصحبة
أفرح حينما يباغتني أحدهم بحب لم يعلنه مسبقا فقط حينما يرفعني من ساعدي كي أنهض
يقول لي : امشي الآن على قدميك
ثم يمضي مبتسما دون أن يقول أحبك.




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى