كاهنة عباس - الطلياني أو رواية الجرح النرجسي لبطلها، لم أهديت إلى نساء تونس ؟

لا شك أن رواية "الطلياني" للكاتب و الجامعي و الناقد السيد شكري مبخوت و الصادرة عن دار التنوير للنشر، لم تحصل على جائزتي كومار و البوكر من باب الصدفة، فقد استطاعت الشخصيتان الاساسيتان الاقتراب من القارئ وشد انتباهه منذ الصفحات الاولى للرواية، للتعبير عن هواجسه و مشاكله ،حتى وإن كان يختلف معهما جزئيا أو كليا.

إذ يتمتع ( بطل الرواية ) عبد الناصر، بذكاء وثقافة واسعة وجمال واستقلالية ذاتية ،جعلته قادرا على إغراء جميع النساء ،علاوة على أنه يساري ومناضل .

وكذلك الشأن بالنسبة لزينة، فهي أيضا جميلة ، ذكية ،مفتونة بالفلسفة وثائرة على القيم السائدة .

إلا أنها رغم ذلك ،تطرح إشكاليات متعددة، تتعلق برؤية الكاتب والاليات الفنية التي استعملها لصياغة حبكته وتبليغ رسالته " المتمثلة في الدفاع عن الحريات الفردية بوصف الجسد المقهور، كما أفصح عن ذلك في العديد من الملقيات ".

تفاصيل القطيعة :

ويستهل الكاتب روايته بمشهد مثير للاستنكار و الاستغراب و الاستفهام : حدث ذلك يوم جنازة المرحوم الشيخ محمود والد عبد الناصر، فإذا بهذا الاخير ينهال على الامام "علالة" ضربا وشتما ساعة الدفن، مما أحدث صدمة لدى جميع الحاضرين، دون أن يتبينوا أسباب ودواعي مثل ذلك العنف، في مثل ذلك الظرف.

فيبدو لنا عبد الناصر غريبا عن محيطه، سواء في ملامحه أو لباسه أو تصرفه ،غير مدرك لمقتضيات اللحظة وما تستدعيه من تريث و هيبة وانصياع ،ولا للدور الذي كفل "علالة " بأدائه بصفته الامام القائم بالدفن ،وهو دور لا يخلو من القداسة .

فندرك أن عبد الناصر في قطيعة شبه تامة مع أهله وذويه ،وأنه مختلف عنهم سواء في تفكيره أو خياراته، بل وحتى في طباعه غير منصاع للقيم و الاخلاق المألوفة، التي تملي عليه الانضباط في مثل ذلك الموقف، مهما كانت دواعي سخطه و غضبه.

ثم يقودنا الكاتب رويدا وريدا الى تاريخ تلك القطيعة، بالتعرض الى نشأة عبد الناصر وتربيته وأصوله ( فهو أصيل تونس عاصمة ينتمي الى الطبقة البورجوازية الصغيرة، كني بالطلياني لوسامته واغترابه عن البيئة التي نشأ فيها )فيرشدنا أن تلك القطيعة بدأت مع والدته، برفضه تنفيذ آوامرها وعدم انصياعه للنظام المفروض عليه في البيت من طرفها ،وعزلته في الطابق العلوي واحتلاله غرفة شقيقه "صلاح الدين" ،وانكبابه على قراءة الكتب الفلسفية ،واكتسابه لثقافة عالية ،ثم انتمائه الى اليسار طيلة مسيرته الطلابية .

ثم تزيد القطيعة عمقا وترسخا بزواج عبد الناصر من زينة ، وهي شابة من أصول ريفية أمازيغية ،تتمتع بجمال طبيعي وبذكاء خارق للعادة ،تشترك مع عبد الناصر في شغفها بالفلسفة و الفكر وتبنيها لمبادئ التيار اليساري الطلابي في الجامعة ،مما جعلها عرضة لمخاطر جمة . فكان لا بد لزواجهما أن يتسم بالسرية، لانه خارق للقيم السائدة وتحديدا للتباين الطبقي و الجهوي بين زينة وعبد الناصر.

وتتخذ الرواية منعرجا آخر، بتعرضها الى الظروف السياسية و الفترة التاريخية التي تدور فيها الاحداث ( في نهاية الحكم البورقيبي وبداية حكم بن علي) ، فتتوضح للقارئ أوجه الصراع القائم بين الشخصيتين الاساسيتين " عبد الناصر وزينة" و النظام الاجتماعي و السياسي و العقائدي و الاسري المحيط بهما .

السرد :

لا يتبين القارئ هوية الراوي في قصة الطلياني إلا في صفحاتها الاخيرة ، فيدرك أنه صديق عبد الناصر وجاره، وبحكم تلك الصداقة، تمكن من العلم بجميع تفاصيل حياته وبالاسباب التي دفعته الى تعنيف الشيخ علالة يوم جنازة والده ، فهو من يصور لنا ببراعة فنية عالية، انهيار الطلياني قبل ذلك بفترة وجيزة إثرإصابته بعجز جنسي في مغامرة تجمعه بريم، جعلته يستحضرفجأة، ما تعرض له من اعتداء جنسي من طرف علالة، عندما كان طفلا صغيرا .

ومن خلال سرد الراوي وملامح الشخصيات الاساسية للرواية، تتوضح للقارئ رؤية الكاتب : جميع الاحداث و الشخصيات تدور حول فلك الطلياني، لتكشف لنا في خاتمة الرواية، أسباب ذلك العجز الجنسي العرضي ، وما لحق الطلياني من اعتداء من طرف علالة . حينئذ تنطفأ هالة هذا الاخيروقد وصفه الراوي، جاثما على ركبتيه ،يبكي بعد أن استبد به الهلع من جراء استحضاره للحظة الاعتداء .

جميع الخيوط التي نسجت حول حبكة الرواية من أحداث سياسية و مغامرات جنسية، تتلخص في عقدة الطلياني، التي لا نجد لها آثار تذكر من بداية القصة حتى نهايتها، بل بالعكس تنم جميع المغامرات الجنسية للطلياني على قدرته على إغراء النساء وفحولته ، فلم يصف لنا الراوي أي توجس أو خوف أو هرع يوحي بإمكانية تعرضه الى مثل ذلك الاعتداء، بعد أن وصفه بالشاب الواثق من نفسه القادرعلى الزواج من فتاة قوية الشخصية مثل زينة وعلى حمايتها و توفير العيش الكريم لها في استقلالية تامة عن عائلته إلى جانب معارضته الى النظام السياسي القائم جهرا ثم سرا، بكل ما أوتي له من جهد، فلم يلمح الكاتب ولو تلميحا بما يوحي للقارئ أن صورة الطلياني يمكن أن تتحول من النقيض (من ذلك الشاب القادرعلى إغراء النساء ) الى النقيض ( الى الشاب العاجز المعتدى عليه).

وكذلك الشأن بالنسبة لزينة، المغتصبة من قبل والدها أو شقيقها دون تحديد هوية المعتدي، فلا نرى أيضا لذلك الاغتصاب أي اثر نفسي أو جنسي، بل بالعكس لقد حاولت زينة اتباع نصائح صديقتها "نجلاء" للحفاظ على الطلياني، إثر فتورعلاقتهما العاطفية و الجنسية .

أما "علالة" الشخصية المتسببة في مأساة الطلياني، فإننا لا نجد لها هي أخرى أي وجود حقيقي، لانها منبتة فقيرة ومضطهدة لا ماض لها ولا حاضر، قد تقمصت دور الامام اضطرارا ،وهي شخصية هامشية جدا في الرواية ،مقارنة مثلا برئيس التحرير "عبد الحميد" ،التي لا علاقة لها بتطور أحداث الرواية ولا بالشخصيات الاساسية (ما عدا الطلياني) .

نرجسية الطلياني :

والسؤال المطروح إذا ،هو الاتي :في ما تتمثل مأساة الطلياني إذا ؟ أ في عجزه على مضاجعة "ريم" رغم إصراره على ذلك وعلمه بوفاة أبيه في تلك اللحظة؟ أم لانه مغرم بها ؟ الجواب بالنفي ؟ ما الذي جعله ينهار فجأة، بعد أن أفلح في إغراء ومضاجعة جميع النساء على امتداد أحداث الرواية ؟ أللتشابه الواقع بين لحظة اقترابه من ريم مع ما عاشه لحظة اعتداء عليه من طرف علالة ؟ وحتى على فرض أن الراوي أفلح في إقناعنا بحقيقة ذلك الاعتداء و تداعياته وقد وصفه بتقتنيات فنية عالية ، فما علاقة ذلك بالسياسة بالمعارضة و باليساروبزواجه من شابة مثل زينة ؟

الجواب الممكن والوحيد من وجهة نظرنا، أن الطلياني ( الوسيم الذكي ) لا يمكن (من وجهة نظرالراوي ) أن يفشل في تحقيق أية رغبة ، وهو ما يفسر أن جميع الاحداث التاريخية منها والسياسية والشخصية تدور حول شخصيته لترسيخ نرجسيته ،وهي نرجسية يصفها لنا صديقه وجاره بعد انتقاء الاحداث وحرصه الشديد على الذهاب بنا الى لحظة عجزه، لانها من وجهة نظره قمة المأساة ،فكان لا بد إذا حسب البنية الفنية للرواية، أن تمثل تلك اللحظة ذروة الاحداث ، بذلك يكون الراوي الوجه المتخفي للطلياني أو الصوت الذي يعكس جرحه النرجسي، إذ لا نجد له أي حضور فعلي في الرواية، لانه ظل البطل و صورته المنعكسة على المرآة.

ولا غرابة إذا، أن يكون اغتصاب زينة حدثا عرضيا لا أثر له في الرواية رغم جسامته لارتكاب من طرف أقرب الناس إليها ( والدها أو شقيقها )ولا غرابة أيضا أن تتحول زينة الى امرأة لا تطمح هي الاخرى إلا الى تحقيق نجاح اجتماعي، حتى وإن تزوجت برجل في سن أبيها هو "أريك" الباحث الجامعي الفرنسي الجنسية، وأن تطلب الطلاق من الطلياني، فتجرح كبريائه رغم ما أقدم عليه من تضحيات من أجل الزواج منها .

ولا أهمية إذا تذكر، لخيانات الطلياني المتواصلة منذ بداية علاقته بزينة الى آخر لحظة مع أعز صديقاتها " نجلاء "قبيل وفاة والدتها . لانه لا يقبل أي رفض أو جرح من أي شخص كان، فهو(من وجهة نظر الراوي) المحور الذي تدور حوله جميع الاحداث ،ولا أهيمة إذا تذكر للاذى الذي ألحقه بمن حوله زوجته ، والدته ، والده ، أقرباءه أو أصدقاءه ،لان الطلياني لا يلتزم بأية قيمة أخلاقية أو إنسانية ،مهما كانت طبيعة العلاقة التي تربطه بالطرف الاخر : قرابة دموية ، حب ، أم صداقة ، فحتى موت والده الشيخ محمود لم يمنعه من الاصرار على مضاجعة ريم ، المهم رغبته ، أنانيته و نجاحه الاجتماعي ،حتى وإن كلفه ذلك العمل في جريدة حكومية والتنازل ولو نسبيا عن الالتزام بمبادئه السياسية.

وزينة لا تختلف عنه كثيرا ،فشغفها بالفلسفة لم يجعلها تتحمل مسؤولية خياراتها بما فيها الزواج سرا من الطلياني ،لان الهدف من نضالاتها يتمثل في الرغبة على الحصول على امتيازات وشهائد علمية و الهروب من مجتمع لامكانة فيه للفكر ولا للمرأة الذكية والمثقفة .فنحن لم نلمس في شخصية زينة أية تجربة فلسفية تجمع بين كتبها و حياتها ،ما عدا نضالاتها الاولى في الجامعة، إذ لم تتجاوز اهتماماتها الفكرية النقاش النظري والخطب الايديولوجية الرنانة في الجامعة ، التي لا نجد لها أي أثرملموس، لا في حياتها اليومية مع الطلياني ولا في قراراتها المصيرية .

من هذه الزاوية، أفلح الكاتب شكري مبخوت في وصف بعض أمراض المجتمع التونسي ،لانه اعتمد التحليل السياسي الاجتماعي ،على حساب الجانب النفسي الذي كان ثنويا من وجهة نظرنا، فوصف لنا مجتمعا منقسما غير قادر على لململة شروخه، الا من خلال عشق الذات والسعي الى إرضائها ،فكان المنفذ الوحيد الممكن لجميع الشخصيات رغم تبيانها واختلافاتها الايديولوجية والطبقية ،هو السعي الى تحقيق رغبات و طموحات ذاتية.

رواية الطلياني مرآة تعكس بعض أمراض المجتمع التونسي :

ما الذي يجمع صلاح الدين بشقيقه عبد الناصر ؟ لاشيء تقريبا بالرغم من أنهما نشآ في نفس البيئة ؟ وما الذي يجمع نجلاء بزينة ، لا شيء تقريبا ،فالاولى انزلقت بسرعة الى مسالك الانحراف بمجرد تعرفها على حلاقة ،و الثانية اضطرت الى الهجرة والزواج من باحث فرنسي بعد أن فشلت في الحصول على شهادة علمية تمنحها حق التدريس في الجامعة . وما الذي يمكن أن يجمع "ولو افترضيا" اللاجنينة بزينة و نجلاء وريم في نفس الحيز الابداعي ،لا شيء أيضا ،بل ما الذي يمكن أن يجمع اللاجنينة برجل مثل علالة ،هي المتلحفة بالسفساري، التي باتت تضاجع جل صبيان الحي ؟ وما الذي يجمع عبد الحميد بعبد الناصر ما عدا شغفهما بالشأن السياسي والثقافي ؟ ما الذي جعل قصة الحب التي تجمع زينة بعبد ناصر تنتهي بالفشل ؟أليس تباينهما الطبقي و الجهوي واحتقاره لها، فعبد الناصر رغم انتمائه لليسار، يبقى ذلك " البلدي البورجوازي" المستاء من تصرفات زوجته وهي تراجع دورسها في المطبخ، لانه يهوى " الرفاهة " بجميع مظاهرها : اللباس المزين "بالدونتال" وأكل سمك "الرينكة" وشرب الخمور الرفيعة ،إذا فرواية الطلياني تتعدى وصف التيار السياسي اليساري التونسي ومشاكله .

ورغم تباين هذه الشخصيات واختلافاتها العميقة في الدوافع و الغايات و الخيارات والمنشأ نجح الكاتب ( من وجهة نظرنا) في أن يجعلها تخوض صراعا في ما بينها ،لانه اعتمد كما بيننا، التحليل السياسي الاجتماعي فوصف لنا مجتمعا غير منسجم إلا في الظاهر، تخترقه تناقضات عميقة، دون أن يحدث ذلك الوصف لدى القارئ إحساسا بالزيف أو المغالطة.

تتناول الرواية الطلياني إذا، فشل المشروع اليساري في مقاومة الاستبداد ،بعد أن اختزلت تجربته السياسية في الشعارات التي كان ينادي بها في الجامعة ، فلم يفلح إثرانهيارالقيم التقليدية (كما يصفها لنا الراوي من خلال المحيط الاسري للطلياني بدءا بأسرته ومرورا بقصة ألا جنينة وعلالة) في طرح البديل ولا في إيجاد حلولا لتهميش المناطق الداخلية للبلاد (من خلال المحيط الذي نشأت فيه زينة). وأمام انسداد جميع الافق لهذه الشخصيات، لم يبق لها من حل سواء تحقيق رغباتها و طموحاتها الشخصية دون التحرر من قيودها، لذلك كانت رواية الطلياني ( رغم ضعف تحليلها السيكولوجي عموما ) رواية الحدث ورواية الساعة ،لا فقط في تونس بل في العالم العربي، لانها تعبر عن عجز المجتمع التقليدي على الاستجابة لمشاكل العصر وعجز المشروع اليساري و الحداثي عموما، على طرح البديل وبالتالي لم يبق لهذه المجتمعات إلا السعي وراء تحقيق الطموحات الشخصية أو الفئوية و التشبث بالشكليات و الهوس بالجنس .

ولان طرح الكاتب شكري مبخوت كان بالاساس طرحا سياسيا اجتماعيا، فلم يتسن له التركيز على الجانب النفسي الا في مشاهد قليلة، وفق في وصفها ،رغم أنها وردت بصفة عرضية ثنوية كما بيننا .

ومن هذا المنطلق، فالاعتداء الذي تعرض له الطلياني وما تركه في نفسه من شعور بهرع الاخصاء، لم يكن جسديا فحسب ،بل هو يكتسي أيضا بعدا سياسيا واجتماعيا ،يتمثل في إحساسه باالعجز على تغيير الواقع وتحقيق الذات ،وهو ما يفسر لنا الى حد بعيد هوسه بالجنس الذي يتجاوز الشعوربالمتعة ،بحثا على تحقيق القدرة والسلطة ،مما يفسر هشاشة وضعية المرأة وتهميشها كليا ضمن صيرورة أحداث الرواية .

إهداء الرواية لنساء تونس واكتفائها بوصف الجانب المتأزم للواقع التونسي

لم أهدى الكاتب شكري مبخوت هذه الرواية لنساء تونس؟ ألانهن ضحايا المجتمع التونسي الذي لا يعترف بالحرية الشخصية كما يقول ؟ لقد كان في مقدور زينة أن تعود الى قريتها للتدريس فيها ومقاومة الجهل و الفقر، وكان في مقدورنجلاء أن تنفصل عن الطلياني للزواج ممن تحب ،وكان في مقدوراللاجنينة أن تطلب الطلاق من علالة ،كان في مقدورالشخصيات النسائية في رواية الطلياني أن تختار منافذ أخرى ،أثبتت المرأة التونسية القدرة على تحقيقها ،وهي حلول ممكنة و مقبولة من وجهة نظر اجتماعية، فلم فشلت جميعن في الدفاع عن كرامتهن و تحقيق الحد الادنى من الاستقلالية ؟

لم تكن الشخصيات الرجالية بالافضل .فهل تعكس رواية الطلياني جزءا من صورتنا التي نتجنب مواجهتها؟

لان رواية الطلياني اشتملت على جانب كبير من التوثيق التاريخي الواقعي، فكان لا بد من مقاربتها من وجهة نظر واقعية ،بطرح هذه الاسئلة .

ويبقى الواقع التونسي أكثر تعقيدا من أي أثرإبداعي ،لما يحمله من تداخل بين القبح والجمال و الخير و الشر و السمو و الانحطاط .

ما من شك أن رواية " الطلياني ستترجم الى عدة لغات أجنبية، دون أن تتضمن ضمن التوثيق التاريخي الذي انتقاه كاتبها، نضال أجيال عديدة من رجال تونس ونسائها ،من أجل تحقيق الكرامة و الحرية وهي على كل، لا تجسم (من وجهة نظرنا) الدفاع عن الحريات الفردية .


كاهنة عباس .


كاهنة عباس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى