لا أعرف...

  • على جانبي الطريق أضواء كثيرة.. . و أناس أكثر.. لا يعرفون بعضهم البعض ..لكنهم جميعا هنا يحبون السندويش على ما أظن...محلات كثيرة تبيع السندويش على جانبي الطريق المنير.. وأخرى تبيع العصائر و المثلجات.. المقاهي الكثيرة هنا مليئة بالحكايات .. حكايات كثيرة لا يسمعها أحد . الشاب الذي يجلس على الطاولة لا يعرفني .. لا أرى وجهه .. لكنني أرى ساعته .. و الشورت الصيفي الذي يرتديه .. يبدو أنه يحب المظاهر و الادعاء .. لانه ساعته مقلدة.. على الأغلب صنعت في الصين .. دخلت إلى هنا بين ملايين السلع المقلدة .. الرجل الذي ادخل السلع الكثيرة على الأغلب قدم رشوة للجمركي الرخيص.. الذي يقبل ان يغرق البلد في السلع المقلدة و يدمر الاقتصاد الوطني .. حتى يبني دورا ثانيا فوق منزله يؤجره بمئات الدنانير .. الفتاة التي تجلس على الطاولة المجاورة .. لا أعرفها لكنني أرى طنا من المساحيق التي تغطي وجهها .. الفتاة تبدو سطحية جدا و ضيقة الأفق .. تحاول جاهدة ان تجد عريسا في محل الوجبات الخفيفة .. .لكن وردة لاتهتم بهده الامور لا اعرف لماذا قلت هكدا .... انا لا اعرفهم .. بإمكاني أن أقول اي شيء .. و ان اصدقه ايضا .. الشاب صاحب الساعة المقلدة قاتل محترف.. حين كان صغيرا كان يتلذذ بقتل قطط الشوارع و سلخها.. و الفتاة على الطاولة المجاورة .. مصابة برهاب الاماكن المرتفعة .. انا لا اعرفهم بإمكاني أن أقول اي شيء الشاب المجاور في الحقيقة يلبس ساعة صينية لانه لا يملك ثمن ساعة اصلية .. الفتاة .. تدرس الأدب الانجليزي و تعد رسالة الدكتوراه و تقرأ كتابين شهريا .. الجمركي الرخيص ليس بالفعل كذلك .. ياخذ الرشاوي ليعيل عائلته.. ابنه الصغير مصاب بالسرطان .. انا لا اعرفهم بإمكاني أن أقول و ان اصدق ما شئت.. لا أعرف لماذا تلبس نادلة المطعم الصغير حجابا.. لا أعرف لماذا رسم الشاب الضخم وشما على ظهره.. لا أعرف لماذا أتيت إلى هنا و كيف أكلت و لماذا طلبت شايا في المقهى .. و لماذا كتبت النص...
    ...صاحب الحافلة ينادي.....
    ...صحاب طنجة يالاه
    قمت واسئلة المكان وشخصياته لم تفارق مخيلتي...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى