مريم الأحمد - فيمَ كنتُ أفكر..

فيمَ كنتُ أفكر..
و أنا أقلّب الثياب في محل الألبسة المستعملة..؟
بماذا انغمست مخيلتي حين رأيت فستان الريش الأخضر بياقة مزينة بحبات اللؤلؤ؟
نظرتُ للبائعة.. كانت تصلي كي يعجبني الفستان.. و أشتريه..
بكم هذا الفستان يا صاحبة الجسد الناعم..؟
بكم الريش يا سيقان اللقالق المالحة؟
بكم اللؤلؤ.. يا محارات القارات الغارقة بالحياة؟
شردتُ بقميص الفوشيا.. و تغضنات صدره.. و انسيابية الأطراف الأنثوية..
يحتاج لامرأة.. جريئة تواقة للتقلب من قصيدة لقصيدة..
تظاهرت البائعة أنها تشعل سيجارة..
في الجهة المقابلة ملابس نوم ساتان.. أحمر.. برباط حريري.. ينذر بانفكاك عقدة اللسان و عقدة النظرات الزائغة..
يا للخراب !
تحتاجه عروس بيضاء البشرة.. غضة العينين.. بليلة الرمش المغري..
بكم هذا الحذاء؟
و رفعتُ جزمة رمادية من الجلد؟
أهي لصعود أدراج الشهرة..؟
أم لفالس آخر في ساحات فيينا؟
آه!
تأخرتُ أعواماً عن الدروب..
سرقتها وحول العربات..
يا حذائي الجميل..
كل شيء مجاني.. إلا أنت..
ملابس رواد فضاء؟
نحالين..
صيادي سمك..
عمال مناجم..
طباخين..
منقبين عن النفط..
ملابس لاعبي كرة سلة؟
ملابس عمال النظافة..
ملابس مخططة بالأبيض و الأسود..
تي شيرت ميسي.. برقم عشرة....
أفرول برتقالي.. من غوانتانامو
بكم؟
بكم..؟
كل هذي البضائع؟
يا بائعة الحياة المسروقة؟
..
...
مريم........

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى