فضيلة معيرش - بنت زينب.. قصة قصيرة

دأبَ الناس على مناداتها بنت زينب كون أمها أنجبتها هي وأختها أفراح دون أخ ذكر يسند وجعهما كما جرت النواميس السائدة ، مات والدهما الخير وهما دون سن البلوغ .
امتهنت زينب تجارة السجاد ، ما خلفه زوجها كفيل بجعلها تتعفف عن السؤال ينبعث ذات ليلة لحن من الشجن المرّ لا يضاهيه إلا صوت الفقد المباغت ، استرسلت زينب في حزنها وهي تفقد مرة أخرى بنتها الصغرى أفراح وقد أسفرت معاينة الطبيب عن رحيل نتيجة قصور كلوي حاد.اقتنصت زينب من أدغال المرارة زاد الصبر.
فكرت أمّها جديا في تزويجها بأول خاطب يطرق بابها لترى أولادها ولا ينقطع نسلهم تبزغ أنوار أشعة شمس و الأفق البعيد يلوح مداه تبتسم أسارير الجبال وتغرد الطيور فوق أودية سحيقة وحده مسير الكون يشمل الخلق جميعا برحمته ، دأبت زينت على فتح باب النصح لابنتها كونها أحست بدبيب يهتف لها خفية بمغادرة دار الفناء تضمر لها الشفقة المبطنة بالنصح تقول زينب : اكتشفت أنّ الصخرة الصغيرة التي أخذتها من على قبر أختك أفراح ووضعتها في جوف صدري خفية ستخمد ألسنة الشوق بقلبي لها...لكن ألسنة نيران الشوق زادت ، تمدّ لي كل ليلة يدها لأعانقها ...رحلت ذات صباح أمّها وتركتها كريشة في مهب الوجع ...مرّت سنوات قليلة والفقد يحرق تلا فيف قلبها تقضم أظافر الوحدة ، تزوجت بمن حرص على مضاعفة تجارة السجاد في محل والدها كان أمينا على أملاكها ،أنجبت خمسة أبناء نكاية في اليتم ، بعدما أصبحت مضرب المثل في هذا الأخير.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى