الرجلُ الذي ضحك ملء البرواز!

الصورة التي في الظلام ترى
أبعد مما يراه الضوء في زوايا الروح
تعلم أن في كل صورةٍ

يختبىء زمنٌ أعمى
ويضحك على حواف الصورة
الزمن الذي يتخثر في اللون
يسيل مرارة صفراء
والرجل الذي يضحك ملء الإطار
تسرب زمنه من جسده الحزين
وتركه جثة ألوان مصلوبة على الجدار
ترتجف حسرةً في مهب الذاكرة
وتلعن السنوات التي صارت بلا إطار أو لون أو رائحة
الرجل الذي خرج من البرواز
رمى الظل وراء قهره
ترك الصورة مُعلَّقةً في القلب
وذهب ليضحك على نكتة الأبد
مضى مستقلا عن حاجته إلى الجدران
ترك الوقت الذي في الصورة لغيره
ذهب يبحث عن زمنٍ آخر
لا يتوقف فيه العمر لالتقاط الصور
ولا يعلق بالأسلاك الشائكة

ذهب إلى حيث لا تقتله النيران الصديقة
ولا تأكله الذكريات المتوحشة
ولا يستهلكه صدأ اللاشيء.
الزمن الذي في الصورة صار حرا تماما
حتى من خوف النسيان.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى