أحماد بوتالوحت - نَهْر الأيَّام..

عَائِد مِن عُمْق اللَّيل ، تَتَلاحَق أنْفَاس فَرْدَة حِذائِه الوَحِيدة
شَبَح يَنُوء تَحْت أيَّام صُندوقه الخشَبِي، الَّذي كَالتَّابُوت .
كان سَعِيدا مَاَدام فيه شَيْء مِن الوُجُود، قيْد الحياة
مَحَا الزَّمَن كُل ذِكْريَاته القديمة وسقط نهْر الأيَّام فِي النِّسْيان .
كَان الضَّباَب الَّذي وَدَّعَه ، يَدُوس ثَقِيلا كَالغِيَاب عَلى سِيَاج الْحُقول
وَوَحِيدا كان الجَبَل الأَكْتَع يُقَاوم شَيْخوختَه ،وظَهْره يَصُرُّ تحت كُثْبَان خَطايَاه
تَعَفَّنت أجْرَاسه المبعثرة في السَّحَاب وتَبَخَّرت في البَعيد أسْطُح المَنازِل
ومِن خَلْف الأبْواب المُتَوجِّسة ، كانَت عُيون المَزالِيج ترْصُد الظّلام .

احماد بوتالوحت

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى