حمزة باشر - نحّات الأقنعة.. شعر

ها هو ذا يطل
غدنا الذي ما انفك يرسم صورته البائسة
هو خرير أغطية كورته حد الوتد
كلميني أيتها الأرض
علمي طيورك كيف تحلق دون أجنحة
دوني في قلبك الممتد صلاة راهب يبحث عن الذهب
بشري أحفادك بالخذلان المستمر
بالضجر، بالتعب النبيل، بقساوة الفجر
بالأنين...

أيتها الأرض
ها هو ذا
نحّات الأقنعة
يلبسني أثواب المنفى
صوتي المطل من أغصان الشجر
"الكايسيدرا" تنبت من جديد
في ذاك الظل
بدأت رحلتي الأولى
خيام تهاجر في سعي لإيجاد قلب نابض
ذاك الإنسان، الذي أرضعته الأرض، من نهديها الداكنتين
تمسك بتلك السمات، أغاريد الصباح، رقصة الأوراق الشهية،
صفير الريح، أوجاع المطر الندية، رقصة "القانقا"
رحيل الغيم من أرض تئن، وانهيار الظل على الأغصان
ريح تحلق في سافانّا الاستوائية، تداعب تلك الأدغال
رجل استقام عوده من صلابة الشمس
سيدة تمسح الأرق من جسد الأرض
ذاكرة التصقت بالتراب، تنبت من ضربات الرقص
امتزاج رائحة الذرة، بجأش الفلاح
في تلك الغابات، ذات الظلال الكثيفة
تتمايل من حميمة الجسد، أغاني الطيور الثملة
تتوارى الشمس من ذاك النهار الصلب
تفرح الآلهة، حين يغني الإنسان لاستقبال الغد
ربنا، هي مناجاة التعب
أصوات الزنجي، باحثا عن مأوى الضياع
ذات زمان
أطل الرجل ذو القناع المتعدد
أطل على هاتيك الأشياء من علِ
تلك اللوحات
نحتٌ
وأقنعة
غيّرت ملامح الأشياء،
ذات صباح، تداعت أغاني الفرح
تداعت الكلمات،
وهب الظل، ملتبسا بالأقنعة!

حمزة باشر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى