المصطفى المحبوب - كل يوم أتجه إلى مكاني المفضل

كل يوم أتجه إلى مكاني المفضل
أراجع مسروقاتي وأتمتع بجمالها
فكرت كثيرا بأن أهديها لمشردين
أو بائعي السلع المهربة ..
أو أقرضها لنهر أتعب نفسه
وزارني ليلا ليحكي لي
عن طرق تتغير بينما أنا جالس ..
الآن أنا منشغل بحديث موتى طالما ركضوا بجانبي
بجرائم سخيفة تجرني من قفاي لأتذوق
نكهة قدر سافر بمفرده ..
الآن كل مداعباتي ضاجعت روائح مستوردة
أما مشاعري فلم تجد فرصة للإستحمام ..
مازالتْ تتذكر الإزدحام الذي كان يحدث
أمام مراحيض الحانات والكلام الذي يطلقه السكارى..
كان جميلا وهادئا ..
كنت أسرق بعضه وأدونه على ورقة لم تفارق جيبي..
الآن لم يعد بوسعي تنظيف صحن أكلي
وطاولة صديق كان يركض بجانبي
وفي الأخير فضل بيع الأرض التي ورثها عن أبيه..
الآن لا قدرة لي على السرقة
ولا مهادنة لصوص توعدوني الليلة الماضية حينما
حاولت تقبيل قط الحي الجريح...
الآن لم يعد بوسعي مساعدة حتى حديقتي
أو النباتات التي تحتمي بجدران بيتي
دون أن تدرك أني فيما مضى كنت أدرك نواياها
لكني كنت أتظاهر
بمسح زجاج نافدتي ..
لم أعد متحمسا للقاء صباحات غير يافعة
أو سرقة غطاء قنينة سبق لي
أن دُسته في حضيرة ما..
سأتجنب إحراج عطلي
سأحترم نباهة صديق أذهل أفراد عائلتي ..
وسأبحث عن ورقة أدون فيها
آخر عمليات السرقة التي سأقوم بها مستقبلا...

المصطفى المحبوب
المغرب .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى