د. عادل الأسطة - حديث السائق..

أمس اضطررت إلى العودة إلى الصحة لتسليم التقرير الطبي.
أخذت ( تكسي ) طلبا ونادرا ما أفعل هذا . يبدو أن كتاب الجاحظ " البخلاء " الذي درست جزءا منه ، لسنوات ، ترك أثرا في سلوكي ، لا في أسلوبي الذي يمزج الجد بالهزل وحسب.
كتاب الجاحظ منه يتعلم المرء الاقتصاد في النفقة ، فالاقتصاد في النفقة نصف العيش.
لو كان أبناء شعبي قرؤوا الكتاب لما كانوا مدينين للبنوك . هل أحثهم على أن يصبحوا بخلاء هم الذين يفتخرون بالكرم على أنه صفة عربية أصيلة؟
نسيت ما قاله السائق على ما يبدو ، فهل يهمكم ما قاله؟
تحدث السائق عن حياته التي وهبها لطفليه المعاقين ، ولذا فهو حريص في عمله يجامل الركاب ، ولكنه حذر في التمادي ، بخاصة مع الفتيات ، كما أنه حذر في السفر ليلا . ولقد حدثني عما ألم بسائق سافر إلى بيت لحم وترك سيارته قليلا ، ولما عاد إلى مكانها لم يجدها ، فقد انسرقت وحين تم البحث عنها عثر على بقاياها قرب مخيم الفوار؟
هل حدثني السائق عن طالبات الجامعة من فلسطين المحتلة في 1948وانفتاحهن؟
قال لي السائق:
- عمري 44عاما أنفقت منها 13 عاما في انتفاضتين . لقد مر العمرسريعا . انسرق العمر مني وأكثر أبناء جيلي لم يروا البحر في حياتهم . ما هذه العيشة؟
طز في هيك حياة.
قال السائق ولم أسمع منه قول محمود درويش "على هذه الارض ما يستحق الحياة"
خربشات
8/11/2017
صباح الخير

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى